طريق الصادرات بارا الخرطوم - تصوير: المصور عبدالعظيم

منذ نشوب الحرب في 15ابريل 2023م، والتي دخلت شهرها الرابع حتى الان تأثرت ولايات جنوب، غرب وشمال كردفان بشكل كبير لارتباطها الوثيق بالمركز عن بارا الخرطوم (طريق الصادرات) وطريق الخرطوم كوستي الابيض، حيث شكل تحرك وسيطرة قوات الدعم السريع على اجزاء كبيرة من هذه الطرق تهديدا كبيرا على حركة المواطن والسلع الاساسية التي تصل عبر هذه الطرق إلى هذه الولايات الثلاث.

ناظر الحمر: نهب الناهبين

وقال عبدالقادر منعم منصور ناظر عموم قبائل الحمر بولاية غرب كردفان لراديو دبنقا ان ولاية غرب كردفان اكثر الولايات تضررا بالحرب الدائرة الان بعد ولاية الخرطوم، وقال ان ولاية غرب كردفان اصبحت معزولة تماما، كما يشهد طريق الانقاذ الغربي الابيض النهود عمليات قتل بصورة غير عادية، بين افراد من قوات الدعم السريع القادمون من الخرطوم وبمعيتهم العربات ومقتنيات المواطنين المنهوبة ومجموعات متفلته تهاجم هذه القوافل القادمة بغرض النهب، واوضح منعم ان الطريق القومي الخرطوم -الابيض -النهود تشهد حركة سيارات دؤوبة تحمل مقتنيات مختلفة منهوبة من الخرطوم تشمل سيارات بأنواعها المختلفة، مبالغ نقدية ومقتنيات بجانب فتيات مختطفات، مشيرا الي اغلب هذه القوافل متجهة إلى ولايات دارفور وجزء منها إلى ولاية غرب كردفان. وقال ” نحن الآن في جلسة مع اعيان من المسيرية والرزيقات في احداث وقعت بين مجموعات متفلتة نجمت عنها قتلى والآن في محاولة لحلها”، واكد ان الوضع سيئ للغاية مع غياب اى حلول تلوح في الافق، وشدد على ضرورة تشكيل حكومة قادرة على فرض القانون وبسط سيطرتها على الاوضاع.

كادوقلي تستعين بجيرة الجنوب

وقال ناشطون في مدينة كادوقلى بولاية جنوب كردفان لراديو دبنقا إن الولاية تشهد انعداما تاما للسلع الاساسية، حيث لم تصلها أي امداد منذ اندلاع الحرب في البلاد، كما تعطلت حركة المواطن وانشتطته المختلفة. واوضحوا ان المنطقة تعانى من نقص حاد في الوقود والسلع الأساسية عدا القليل الذي يتسرب من دولة جنوب السودان عن طريق كيلك الخرسانة البرداب كادوقلى، وابرزها الصابون والوقود الذى يسد حاجة المواطن في المواصلات الداخلية ومولدات الانارة والطواحين والموصلات الداخلية.

واشارت المصادر إلى توقف حركة المواطنين بين مناطق سيطرة الحركة الشعبية والحكومة إلى جانب توقف اسواق التواصل في المناطق التي كانت تسيطر عليها الجيش وانسحب منها إلى داخل مدينة كادوقلى، كما تأثرت حركة تنقل المواطنين على طريق كادوقلى الدلنج بسبب انتشار نقاط التفاتيش التي تسيطر عليها جهات متعددة، منها الجيش الحكومي والحركة الشعبية والدعم السريع، حيث يسيطر الجيش على طريق كادوقلى التقاطع والحركة الشعبية على طريق الدشول حجر الجواد والجيش داخل الدلنج بينما تسيطر الدعم السريع على الطريق شمال مدينة الدلنج إلى منطقة طيبة جنوب مدينة الدبيبات. واوضحت المصادر ان التفتيش في مواقع سيطرة الحركة الشعبية اقل تعقيدا حيث لا يتم تفتيش النساء كما يتم التفتيش في نقطة واحدة وابراز مستند ورقى في بقية النقاط الاخرى بينا اشاروا إلى وجود ترهيب في مناطق سيطرة الدعم السريع.

وذكرت المصادر ان الزراعة في هذا الموسم معدومة تماما إلا في المزارع الصغيرة حول المنازل وأن اللجان الزراعية التي شكلها وإلى الولاية في وقت سابق قد توقفت، وفي نفس السياق انتقد ناشطون بولاية جنوب كردفان قرار قفل طريق الصادرات بارا الخرطوم والذى صدر مؤخرا من مجلس الوزراء بتاريخ 24يوليو الحالي، ووصفوا القرار بغير الموفق وان اثره قاتل بالنسبة لأنسان غرب السودان.

الدبيبات: انفلات امني

وقال ناشطون في مدينة الدبيبات بولاية جنوب كردفان لراديو دبنقا ان طريق الصادرات يمثل شريان الحياة لسكان اقاليم غرب السودان ودول الجوار التي تمتد من تشاد وافريقيا الوسطى والكنغو إلى دولة جنوب السودان.

وقالوا ان السلطات في السابق ركزت عملية التنمية في المركز وانعكس ذلك على تركيز الصناعات التحويلية هناك، بينما اصبحت الهامش السوداني بشكل عام واقاليم غرب السودان على وجه الخصوص مناطق استهلاك تعتمد بشكل أساسي على طريق الصادرات في نقل المنتجات والمواد الاساسية.

واوضحوا ان الاثر الاول على قفل هذا الطريق هو الارتفاع الجنوني لأسعار السلع الاساسية، حيث تضاعفت اسعار السلع بعد الاغلاق إلى ثلاثة اضعاف، مثال على ذلك ارتفاع سعر تذكرة الحافلة من سوق ليبيا إلى الابيض من 15 إلى 30 جنيها، سعر صابون السائل (كرستال) من20 إلى 1700 جنيها وشاي الشروق من 500 إلى 1800 جنيها، كما اثر قفل الطريق على الخدمات الصحية خاصة مرضى الكلى وعملية الامداد الدوائي.

من جهة ثانية شكا مواطنون واصحاب مركبات سفرية في ولاية جنوب كردفان من نهب وعراقيل في طريق الابيض الدبيبات بواسطة قوات الدعم السريع. واكدت مصادر لراديو دبنقا وجود اكثر من (9) نقاط ارتكاز على هذا الطريق ووجود تحصيل من قبل الدعم السريع للمركبات تصل فيها قيمة الايصال إلى (5) الاف جنيه للمركبة الواحدة، كما شكا المواطنون من تأخير في زمن الرحلات جراء التفاتيش المنتشرة على الطريق.

وفي نفس السياق تشهد مدينة الدبيبات والطريق الرابط بينها ومدينة الدلنج عمليات نهب واسعة النطاق جراء انتشار عصبات مسلحة. وقالت مصادر لراديو دبنقا ان مدينة الدبيبات منذ سقوطها في يد الدعم السريع تشهد ترديا مريعا في الوضع الأمني.

وكشفت المصادر عن اعتداء مجموعة متفلتة على التاجر صديق نور الدائم داخل منزله ونهب مبالغ نقدية منه يوم الاربعاء كما تعرض مالك مصنع زيوت وستة من العاملين معه للاعتداء على يد مجموعة متفلتة ونهب مبالغ مالية كبيرة اضافة إلى اختطاف ثلاثة شبان على يد مجموعة مسلحة بمنطقة البريكة ريفي الحمادي يوم الاربعاء.

كما سبقت هذه الحوادث عمليات نهب لموتر توك توك والمطالبة بفدية مالية قدرها (5) مليارات كما تعرض شابين ينتميان لعمدة كنانا لعمليات اختطاف واطلق سراحهم لاحقا بفدية مالية قدرها (3) مليارات.

واشارت المصادر إلى مغادرة 70%من راس مالية الدبيبات للمدينة بعد سقوطها في يد الدعم السريع كما اشارت إلى التردي المريع في الخدمات الصحية في مستشفى المدينة بجانب خروج المراكز الصحية الرئيسة عقب تعرضها للنهب، مثل مركز صحى الحكيم والعناية التي تقدم 400 الف استمارة تامين صحى في الشهر.

وحذرت المصادر من فجوة غذائية في المنطقة بسبب فشل الموسم الزراعي الحالي. وكشفت المصادر عن مغادرة 90% من مزارعي مشاريع فيو، هبيلا، مارديس ودلامى بولاية جنوب كردفان، حيث رحلت اغلبهم انشطتهم والياتهم الزراعية إلى ولاية سنار.

 وعزت المصادر مغادرة المزارعين للمنطقة إلى التردي المريع في الوضع الأمني بعد نشوب الحرب في البلاد واشارت إلى عودة ظواهر المواتر مرة اخرى في الطرقات بين محليات الدبيبات والدلنج وابوزبد وهبيلا. وشهدت طريق الدلنج هبيلا مقتل تاجرين واصابة اخر يوم الاثنين الماضي على يد مجموعة مسلحة نصبت لهم كمينا في الطريق اثناء توجههم إلى سوق هبيلا.

اغلاق الطرق يدعم الامن ويخنق الاقتصاد

وفي ولاية شمال كردفان شهدت طريق الصادرات بارا الخرطوم وطريق الابيض كوستي احداث دامية منذ اندلاع الحرب كما شهدت اغلاق لأكثر من مرة جراء التفلتات الامنية وعمليات النهب والقتل على يد متفلتين ومجموعات يقال انها تنتمى للدعم السريع. اخر هذه الاحداث هي حادثة منطقة رهيد النوبة في 24يوليو وحادثة مدينة الرهد الاحد 23يوليو والتي راح ضحيتهما عشرات القتلى والجرحى.

وافاد مواطنون في مدينة الأبيض، راديو دبنقا، إن انتشار قوات الدعم السريع حول مدينة الابيض وانتشارها في الطرق القومية العابرة للولاية تضرر منها سكان الولاية بشكل كبير خاصة من الناحية الاقتصادية واشاروا إلى تفاقم الاوضاع عقب صدور قرار مجلس الوزراء بإغلاق بار الخرطوم (طريق الصادرات) وذكروا ان اسعار السلع الاستهلاكية شهدت ارتفاعا كبيرا كما ادى إلى ندرة في بعض السلع مثل صابون الغسيل والبسكويت ولبن البدرة كما ادى القرار إلى صعوبة في حركة تنقل المواطنين بين المحليات المختلفة وذكروا ان الطوق المفروض بواسطة قوات الدعم السريع على مدينة الابيض ساهم كذلك في تقييد حركة المواطنين في المدينة.

ووصف مواطنون في مدينة بارا شمال الأبيض، في حديث لراديو دبنقا، قرار اغلاق طريق الصادرات بانه سلاح ذو حدين، امنيا المواطن استفاد منه بينما تضررت منه اقتصاديا، واوضحوا ان القرار اوقف حركة نقل البضائع وتحرك المواطنين مما اثر سلبا على انشطة المواطنين كما ادى إلى ارتفاع كبير في اسعار السلع واوضحوا ان القرار لم يوقف حركة منسوبي قوات الدعم السريع على الطريق من وإلى الخرطوم، كما اشاروا إلى سلوك بعض القوافل المتجه إلى دارفور طريق (الاربعين القديم) ام درمان جبرة الشيخ ومنها إلى ولايات دارفور.

وشهد طريق الابيض كوستي، عقب سيطرة قوات الدعم السريع على مدن امروابة والرهد، انتهاكات جسيمة راح ضحيتها اكثر من 10 اشخاص واصابة اخرين بجانب نهب ممتلكات المواطنين وترويعهم، كما ادت الاحداث إلى اغلاق الطريق بين مدينتي الابيض وكوستي عقب اندلاع الحرب ما ادى إلى توقف الحركة التجارية ونقل المواد الاساسية من الأبيض إلى مدن امروابة والرهد واريافهما كما ادى إلى عرقلة وصول الامدادات الدوائية والمساعدات الانسانية التي تأتى من ولاية البحر الاحمر عبر مدينة ود مدنى بولاية الجزيرة.

Welcome

Install
×