صور الأقمار الاصطناعية تؤكد استمرار القتل الجماعي في الفاشر لليوم الخامس

صور الأقمار الصناعية الملتقطة فوق حيّ الدرجة الأولى بتاريخ ٢٧ أكتوبر ٢٠٢٥، تظهر مجموعة من الأجسام فاتحة اللون، وهي غير مرئية في الصور السابقة الملتقطة بتاريخ ٢٦ أكتوبر ٢٠٢٥. ويبدو أن هذه المجموعة قد تغيرت في مظهرها في الصور الملتقطة بتاريخ ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٥.

صور الأقمار الصناعية الملتقطة فوق حيّ الدرجة الأولى بتاريخ ٢٧ أكتوبر ٢٠٢٥، تظهر مجموعة من الأجسام فاتحة اللون، وهي غير مرئية في الصور السابقة الملتقطة بتاريخ ٢٦ أكتوبر ٢٠٢٥. ويبدو أن هذه المجموعة قد تغيرت في مظهرها في الصور الملتقطة بتاريخ ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٥.

الفاشر- 1 نوفمبر 2025- راديو دبنقا

أكد مختبر البحوث الإنسانية في كلية ييل للصحة العامة إن صور الاقمار الاصطناعية التي جرى التقاطها من الفاشر تؤكد استمرار القتل الجماعي  والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليوم الخامس لسيطرة الدعم السريع على الفاشر.

وأعرب المختبر في تقرير له امس عن قلق بالغ إزاء الأوضاع في الفاشر وأورد ثلاث ملاحظات رئيسية وهي غياب مؤشرات على نزوح المدنيين خارج الجدار الترابي المحيط بالمدينة، ما يرجح أن أغلب السكان قد قتلوا أو أُسروا أو يختبئون داخل المدينة.

واشا ر إلى استمرار القتل الجماعي رغم تراجع أنماط الحصار التكتيكي التي لوحظت في 27 و28 أكتوبر 2025.

ونبه التقرير إلى رصد تجمعات جديدة للنازحين في منطقة قرني شمال دارفور، حيث وردت تقارير عن انتهاكات جسيمة تشمل الإعدامات والتعذيب والاختفاء القسري، خاصة للرجال والفتيان.

يُظهر تحليل صور الأقمار الصناعية، التي جُمعت مبدئيًا بين 26 و27 أكتوبر/تشرين الأول 2025، وجودًا جديدًا لمركبات تقنية وأرضًا مضطربة بالقرب من اللواء 271 للدفاع الجوي في الفاشر.

صور الأقمار الصناعية

اعتمد التقرير على تحليل صور الأقمار الصناعية عالية الدقة لتوثيق المؤشرات التالية: 31 موقعًا على الأقل تحتوي على مجموعات من الأجسام المتوافقة مع الجثث البشرية داخل المدينة ومحيطها.تركزت هذه المواقع في أحياء الدرجة الأولى، جامعة الفاشر (كلية المختبرات الطبية)، ولواء الدفاع الجوي 271. ولاحظ التقرير تغيرات لونية حمراء في الأرض تتفق مع بقع دم كبيرة، تلاشت تدريجيًا بمرور الأيام. كما رُصدت مركبات فنية ومدرعات خفيفة تابعة لقوات الدعم السريع في المناطق الغربية من الفاشر حتى 31 أكتوبر.في بعض المواقع، اختفت الجثث لاحقًا، ما يفسره التقرير بأنه نقل للجثث أو التخلص منها.

مواقع القتل الجماعي

ورصد التقرير عبر تحليل صور الأقمار الاصطناعية خمس مجموعات من الأجسام البشرية خارج مبنى كلية علوم المختبرات الطبية – جامعة الفاشرفي 28 أكتوبر. كما يظهر فيديو متداول جنودًا من الدعم السريع يطلقون النار داخل المبنى.كما رصد التقرير مركبات فنية وجثث محترقة في لواء الدفاع الجوي 271  بين 26 و28 أكتوبر.

كما تم توثيق عدة مجموعات من الجثث في حي الدرجة الأولى. وتم توثيق جثث جديدة في 27 و28 أكتوبر الساتر الدفاعي السابق غرب الفاشر مع مؤشرات على عمليات إعدام أو نقل للجثث. كما تم رصد جثث على الطريق الرئيسي قرب منشأة يُحتمل أنها مركز احتجاز تابع لقوات الدعم السريع.

مواقع تظهر اجسام في حي الدرجة الأولى

الأوضاع في قرني

تُستخدم منطقة قرني كموقع لتجميع المدنيين الخارجين من الفاشر، وتخضع لسيطرة قوات الدعم السريع والقوات المتحالفة معها منذ يوليو 2025.

واشار التقرير إلى بلاغات عن فصل الرجال عن النساء والأطفال، مع تقارير عن اختفاء الرجال وعدم عودتهم. وذكر الناجون ضربًا وتعذيبًا وإجبارًا على التبرع بالدم، بالإضافة إلى احتجاز عائلات لعدم قدرتهم على دفع “رسوم النقل”.

أجسام على الساتر الترابي في شمال الفاشر

تحليل بيانات النزوح

قبل الهجوم، كان عدد سكان الفاشر يقدر بـ 250 ألف نسمة. وحتى 29 أكتوبر، لم يُرصد سوى 36,183 نازحًا – أي حوالي 15٪ من السكان فقط.مقارنةً بمخيم زمزم (الذي دمّر في أبريل 2025) حيث شوهد نزوح جماعي كبير، فإن غياب مؤشرات النزوح من الفاشر يُعد دليلًا على وقوع إبادة واسعة.

انشاءات جديدة في قرني

خلاصة وتوصيات

اعتمدت التقرير على منهجية دمج البيانات، وتشمل تحليل صور الأقمار الصناعية متعددة الأزمان. ومراجعة وتحليل المصادر المفتوحة (وسائل التواصل، الإعلام المحلي، تقارير الأمم المتحدة). والتأكيد المتقاطع بين البيانات البصرية والميدانية.

وخلص التقرير إلى أن الأدلة المستقاة من صور الأقمار الصناعية والمصادر المفتوحة تشير إلى:استمرار عمليات القتل الجماعي في مدينة الفاشر منذ 26 أكتوبر 2025. واحتمالية إبادة جماعية واسعة النطاق ارتكبتها قوات الدعم السريع والقوات المتحالفة معها. وأكد ضرورة التدخل العاجل لتمكين وصول المساعدات الإنسانية والتحقيق الدولي في جرائم الحرب والانتهاكات ضد المدنيين.

وأوصى التقرير بالسماح بوصول فوري للمنظمات الإنسانية إلى مدينة الفاشر وقرني. وفتح تحقيق دولي مستقل في الانتهاكات الموثقة. كما دعا لدعم جهود التوثيق والمساءلة لضمان عدم الإفلات من العقاب. ومراقبة التحركات العسكرية والأنشطة الساتلية بشكل مستمر في شمال دارفور.

Welcome

Install
×