كرينك- كتيلا – الخرطوم :12 مارس 2024: راديو دبنقا
تفاقمت معاناة المواطنين والنازحين في مناطق الحرب أو المناطق الأخرى مع حلول شهر رمضان المعظم جراء عدم توفر الغذاء، وقال مواطنون لراديو دبنقا (كنا في حالة صيام مستمر قبل حلول شهر رمضان جراء انعدام الغذاء)، بينما نظمت عدد من المبادرات وغرف الطوارئ مطابخ جماعية في مراكز الإيواء لتوفير وجبات الإفطار.

وكشف مواطنون من الوادي الأخضر في شرق النيل بولاية الخرطوم لراديو دبنقا عن تردي الأوضاع الإنسانية وعدم توفر الغذاء مع حلول شهر رمضان المعظم واستمرار انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت.

وتقول سيندي ماكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ان الحرب في السودان تهدد بإثارة أكبر أزمة جوع في العالم”. وأضافت: ” شعب السودان أصبح في طي النسيان اليوم. إن حياة الملايين والسلام والاستقرار في المنطقة بأكملها على المحك”. أوضحت في بيان صحفي خلال مارس الجاري إن 90 في المائة من الأشخاص الذين يواجهون مستويات طارئة من الجوع في السودان عالقون في مناطق لا يستطيع برنامج الأغذية العالمي الوصول إليها.

وأوضح مواطن من منطقة الوادي الأخضر لراديو دبنقا إنهم يواجهون أزمة حادة في الغذاء مشيراً إلى عدم توفر السيولة النقدية “الكاش” وصعوبة استقبال التحويلات من الخارج بسبب تعطل شبكات الاتصالات مما تسبب في توقف جميع المطابخ بمربعي ٢٠ و٢١. وكانت المطابخ تقدم ثلاث وجبات وبمجهود من بعض الخيرين بالمنطقة وأشار إلى تزايد عدد الأسر مما أدى لتقليص حجم الوجبة قبل توقف المطابخ بشكل نهائي.

كارثة حقيقية

ووصفت لجان مقاومة الوادي الأخضر والتلال في تقرير ما يحدث بالمنطقة حالياً بأنه كارثة حقيقية وطالبت الجهات المسئولة بإعادة خدمة الاتصالات والانترنت للمواطنين في ولاية الخرطوم فوراً وعدم حرمانهم من حقوقهم الأساسية.
كما ناشدت غرف طوارئ ولاية الخرطوم والمبادرات والمنظمات الخيرية وفاعلي الخير في كل مكان لدعم مطابخ الوادي الأخضر التكافلية حتى نستأنف العمل من جديد.

صيام دائم

وفي ولاية غرب دارفور، كشف مواطنون من محلية كرينك لراديو دبنقا عن مجاعة حقيقة وتفشي لسوء تغذية مع عدم تسجيل وفيات، وقالت الإعلامية زينب الهادي لراديو دبنقا إن المواطنين اضطروا لأكل أوراق الشجر ومخلفات الزيوت (الأمباز). وأكدت إنهم يعيشون في حالة في صيام دائم قبل شهر رمضان، منوهة لعدم تدخل ع أي منظمات بالمنطقة منذ اندلاع الحرب.
وأشارت إلى استمرار اغلاق الطريق الشرقي الذي يربط الولاية ببقية ولايات دارفور وكردفان وارتفاع السلع التي يتم استيرادها بالمعبر الغربي من تشاد. وأكدت ارتفاع سعر جول السكر إلى 120 ألف جنيه. وقالت إن عدم السماح بمرور المساعدات الغذائية عبر معبر أدري سيزيد من المعاناة.
وأكدت عدم توفر السلع الرئيسية وضعف القوة الشرائية لعدم توفر السيولة مما أدى لتعرض الخضروات للتلف، وأكدت إن مواطني المنطقة لم يزرعوا أراضيهم منذ ثلاثة أعوام بسبب الاحداث المتلاحقة، وأشارت إلى أن المواطنين يصطفون أمام معاصر الزيوت من اجل الحصول على مخلفاتها والاعتماد عليه في الغذاء من أجل استخدامه في الغذاء وأكدت عدم توفر الأدوية التي لا تتوفر حتى في حاضرة الولاية.
وطالبت بالسماح بمرور الإغاثة عبر معبر أدري، كما ناشدت المنظمات بالإسراع في توصيل المساعدات

انفلات في الأسعار

من جهة أخرى، قال المواطن محمد عبدالله من محلية كتيلا بولاية جنوب دارفور لراديو دبنقا إن مواطني المنطقة والنازحين جراء الحرب يعانون من تزايد أسعار السلع مع حلول شهر رمضان حيث ارتفع سعر جوال السكر إلى 125 الف جنيه بدلاً من 90 الف قبل رمضان. ونبه إلى شكاوى من المواطنين من جشع التجار وعدم وجود رقابة على الأسعار. وأكد إن السلع في المدينة التي يتم استجلابها من شرق دارفور الضعين.

وأكد إن المحلية تستضيف 43 أسرة نازحة لم تتلق أي مساعدات من المنظمات والجهات الخيرية، وإن بعض الأسر اضطرت للتسول بسبب الأوضاع المعيشية القاسية ودعا المنظمات للتدخل لتقديم الإعانات للمواطنين.

مطابخ جماعية

قالت غرفة طوارئ الضعين الإنسانية إنها بدأت مطابخ جماعية في رمضان لإفطار عدد خمسة مركز إيواء بالولاية
الفيديو.
وأشارت في تعميم إلى توزيع المواد لمراكز الإيواء المحددة، وتوزيع فرق الإشراف. وأشادت بحضور ودعم مقدر من ديوان زكاة محلية الضعين والخيرين بالولاية. كما نظمت مبادرات مجتمعية في سنار مطابخ جماعية لتوفير وجبة الإفطار للنازحين.