دبنقا ترند 8-1-2024

عسكرة شاملة

حملات التحشيد والتعبئة في أوساط مؤيدي القوات المسلحة وصلت إلى ذروتها خصوصا بعد خطاب الفريق عبدالفتاح البرهان والذي أعلن فيه تأييده لتسليح المواطنين ودعمه للجان المقاومة الشعبية. وتتداول وسائل التواصل الاجتماعي العشرات من الصور ومقاطع الفيديو والتسجيلات التي تظهر مواطنين مدنيين وهم يحملون السلاح وتظاهرات الحشد والتعبئة والخطب الحماسية فيما يطلق عليه حملات الاستنفار. لكن من أكثر مقاطع الفيديو تداولا، مقطع فيديو مدته دقيقة و 20 ثانية لمأذون يقوم بإجراءات اتمام عقد زواج في أحد المساجد في يوم الجمعة 5 يناير 2024، إلى هنا الأمر عادي. لكن ما دعا مرتادو مواقع التواصل الاجتماعي لتداول مقطع الفيديو هو دون شك أن المأذون الشرعي يرتدي الزي العسكري المخصص للعمليات العسكرية وهو يكمل إجراءات عقد الزواج. وفي ذات الوقت، تم تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورة مماثلة لخطيب الجمعة بأحد المساجد وهو على المنبر وعلى صدره بندقية رشاشة. ويعكس ذلك أجواء التهييج والتعبئة المناطقية والإثنية والتي يستخدم فيها الدين كأحد الأسلحة الفعالة. ويعيد ذلك للأذهان ذكريات الحرب الجهادية في تسعينات القرن الماضي والتي استخدم فيها نظام الإنقاذ الدين في حملات التعبئة والتحشيد.

مصر الوجهة الجديدة لمهربي البشر

راج على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مدته دقيقة و12 ثانية لعربة بيك آب من نوع تويوتا وعلى ظهرها عدد كبير من الأشخاص المقيدين بالحبال وهم يستعدون لبدء رحلة صعبة عبر الطرق الصحراوية لدخول مصر بدون الحصول على تأشيرات الدخول. تقييد الركاب يتم بغرض تفادي سقوطهم لأن العربة تنطلق بسرعة كبيرة وعلى طرق غير ممهدة حتى تصل إلى وجهتها النهائية داخل الأراضي المصرية. ففي مواجهة مصاعب الحصول على تأشيرات الدخول إلى مصر حيث يرغب مئات الألاف من السودانيين في عبور الحدود بحثا عن الأمان أو للانضمام لعائلاتهم التي سبقتهم إلى هناك، ازدهرت في الأسابيع الأخيرة عمليات تهريب البشر عبر الحدود البرية المشتركة بين مصر والسودان. وتمتد الحدود بين البلدين على مسافة 1276 كيلومتر وتمر بمناطق صحراوية قاحلة غير مأهولة بالسكان ماعدا المناطق المحاذية للبحر الأحمر حيث مثلث حلايب والمدن والبلدات المطلة على النيل. وتتراوح قيمة الرحلة ما بين 100 ألف و 300 ألف جنيه سوداني ويواجه المسافرون مخاطر حوادث الطرق بسبب السرعة الزائدة هروبا من مراقبة السلطات المصرية بالإضافة إلى حالات الابتزاز من المهربين وطلبهم لمبالغ إضافية بعد بدء الرحلة حيث لا خيار للمسافرين سوى الخضوع.