في ذكرى محمود عبد العزيز

عشرة سنوات مرت على وفاة الفنان محمود عبد العزيز في 17 يناير 2013 في العاصمة الأردنية، عمان. وفي ظل ظروف الحرب الحالية، تداولت منصات التواصل الاجتماعي عدد كبير من مقاطع الفيديو والمقاطع الصوتية للفنان الراحل الذي كان يتمتع بشعبية واسعة في أوساط الشباب. ولكن من المقاطع التي لفتت الأنظار مقطع فيديو مدته 7 دقائق و 10 ثواني ونشر للمرة الأولى على منصة اليوتيوب في 6 مارس 2014 بعد عام من وفاته على قناة باسم أيمن السني. ويغني محمود عبد العزيز في هذا المقطع لطلاب الكلية الحربية بأمدرمان وسط استقبال حافل من قبلهم بالرغم من العداء الواضح الذي كانت تكنه سلطة الإنقاذ للفنان محمود عبد العزيز. وأرفق مقطع الفيديو بالتعليق المكتوب التالي:
‏كان يوم ترفيهي لطلبة الكلية الحربية في معسكر الكلية الحربية في مدينة أمدرمان بطلب من الرائد انور للراحل المقيم محمود عبد العزيز لإحياء حفل ترفيهي لطلاب الكلية الحربية الجدد وكانت الاستجابة الفورية من الراحل محمود عبد العزيز.
لم يلتفت لسحل الليالي وقواسي الأيام بل كان قويا صُلدا صَلِبا، كان رجلاً بمواقفه وإنسانا بأفعاله وعٍصفورا شاديا لن تكرره الأيام، غاب عن الدنيا إحدى عشرة سنواتٍ جِحافا، ولكنه لم يغب عن قلوب الشعب يوما. لا نزال نحمله ونحمل ذكراه بين الأضلع ومسرى الأنفاس الي أن تُفنينا الأيام …

  • محمود عبد العزيز رمز لا يقل عن أي مكون شكل السودان، وبقي حاضرًا في تاريخه حتى اليوم. يُعتبر الحوت في زمن كانت فيه الحروب بين شمال وجنوب السودان، فلم يكن يغني فقط من أجل السلام، بل كان يسعى إلى وحدة البلاد بفنه وصوته، مناديًا بالحفلات الجماهيرية لنشر الحب والسلام من خلال أغانيه.
  • محمود كان لا يقتصر على جغرافية معينة، بل كان يغني بكل لهجات المجتمعات في الغرب والشرق والشمال، متجذرًا في قلب الجنوب. في زمننا الحالي، نفتقد شخصيات تجمع شمل كل أطياف الشعب السوداني بثقافاتهم واختلافاتهم، ومثل محمود كان يمكن أن يكون…

البحث عن أخبار جيدة

بعد دخول الحرب العبثية في السودان شهرها العاشر، من الواضح أن العالم قد سئم من تداول أخبار الحرب والموت والدمار والجوع والمرض في السودان. وربما يفسر ذلك الاهتمام الكبير الذي أولته مواقع التواصل الاجتماعي لمقطع فيديو مدته دقيقة واحدة فقط. مقطع الفيديو يصور دخول تسابيح مبارك، التي شاركت باسم السودان في مسابقة ملكة جمال الكون، إلى المسرح بالزي الأحمر التقليدي الذي ترتديه العروس في بعض مناطق السودان في طقوس الجرتق. مقطع الفيديو حصد بعد بثه على موقع اكس (تويتر سابقا) يوم 16 يناير 2024 أكثر من 350 ألف مشاهدة غالبيتها من خارج السودان. أما في أوساط السودانيين فقد أثار مقطع الفيديو جدلا واسعا بين الرافضين لمبدأ مشاركة السودانيات في مثل هذا النوع من المسابقات باعتبارها لا تتوافق مع العادات والتقاليد والالتزامات الدينية والمؤيدين لخروج السودانيات إلى آفاق جديدة. وبين هؤلاء وأولئك من يرى أن لا مانع من حيث المبدأ في المشاركة في مثل هذه الفعاليات، لكن الوقت غير ملائم حاليا بسبب ظروف الحرب في البلاد