خيبة أمل واسعة على فشل مفاوضات جدة واتهامات متبادلة

اثار دمار المعارك على بوابة قيادة الجيس في مدينة نيالا

الخرطوم : القاهرة : نيروبي : امستردام : 4 ديسمبر 2023 / راديو دبنقا

سادت حالة من الإحباط في أوساط الرأي العام السوداني بعد الإعلان عن فشل المتفاوضين في جدة في التوصل لاتفاق يضع حدا للحرب التي اندلعت في 15 أبريل الماضي. ويعكس ذلك حجم الآمال التي كان يعقدها السودانيون على الوساطة السعودية-الأمريكية من أجل التوصل لحل سلمي يمنع توسع الحرب لأجزاء جديدة من البلاد بما يهدد وحدة وسلامة الدولة السودانية.

وكانت التوقعات بين السودانيين عالية بوصول الطرفين على الاقل بوقف اطلاق نار مؤقت يسمح للملايين من النازحين داخليا من الذين تركو منازلهم من العودة الى ديارهم وفتح الممرات الانسانية الامنة والسماح للمنظمات الدولية بالدخول لانقاذ الملايين الذين باتو على حافة الموت جوعا بالعاصمة والولايات .

ولايعرف بعد متي سيعود الطرفان للمفاوضات بمنبر جدة من جديد وسط مخاوف من تصاعد العمليات العسكرية وتوسعها بين الجيش والدعم السريع .

محمد الفكي: ضربة موجعة لأحلام السودانيين

واعتبر عضو مجلس السيادة السابق والقيادي بقوى الحرية والتغيير، محمد الفكي سليمان، في مقابلة مع راديو دبنقا يوم الاثنين أن انهيار المفاوضات كان ضربة موجعة لأحلام ملايين السودانيين الذين ينتظرون وقف إطلاق النار للعودة إلى منازلهم وبدء حياتهم من الصفر.

وقال ان الحرب دمرت حياة ملايين السودانيين ونزح بسببها أكثر من 7 مليون سوداني وبطبيعة الحال انهارت المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والصحية ما أعاد السودان قرونا إلى الوراء.

وأضاف الفكي لراديو دبنقا أن ما حدث في جدة أمر مؤسف جدا والمطلوب منا جميعا كفاعليين سياسيين ومدنيين وأصحاب مصلحة حقيقية في السلام هو الضغط على الطرفين بكافة الوسائل المتاحة للعودة إلى التفاوض.

وشدد محمد الفكي سليمان على أن الحرب ستنتهي على مائدة التفاوض وأنه كلما تأخر الوقت على ذلك كلما زادت الخسائر في صفوف المدنيين وفي معاشهم ولكن أيضا في صفوف العسكريين من الطرفين وفي تدمير المنظومة الأمنية.

المطلوب الآن هو تحرك كبير وسريع من الكتلة المدنية الأكبر، المعروفة باسم “تقدم” والتي تنضوي تحت سقفها عدد كبير من المنظمات السياسية والنقابية والمدنية وحركات الكفاح المسلح ولجان المقاومة أن تتحرك نحو أصدقائنا في الإقليم والعالم بأسره وأيضا نحو الوساطة للضغط على الطرفين للعودة لطاولة المفاوضات لأن أي تأخير يعني المزيد من الخسائر.

وأضاف عضو مجلس السيادة السابق في حديثه لراديو دبنقا أن محاولة أي طرف اللجوء لمزيد من التحشيد والحديث عن الاستعداد للقتال حتى اخر رمق، مثلما فعل البرهان في القضارف ومدني لا يمثل السودانيين، الذين لا يريدون القتال فهم محبون للحياة ويريدون أن تستقر بلادهم وأن يعود أبنائهم إلى مدارسهم وأن يعودوا إلى أعمالهم وحياتهم الطبيعية.

وشدد الأستاذ محمد الفكي سليمان على أن الحديث عن أن السودانيين يرغبون في الحرب والحسم العسكري غير صحيح ولا يمثل السودانيين ويمكن إجراء استفتاء بسيط عبر أي من القنوات المتاحة للاستفتاء في ظل الحرب سواء أن كان إعلامية أو غيرها ليتضح أمامنا بجلاء أن السودانيين جميعا لديهم رغبة في السلام ما عدا أنصار النظام السابق.

احسان عبد العزيز: الحرب لم تعد بين طرفين فقط

أما الأستاذة إحسان عبد العزيز، عضو الحركة الشعبية لتحرير السودان-التيار الثوري والقيادية بالمجلس المركزي للحرية والتغيير، فقد اعتبرت في تصريح لراديو دبنقا أن فشل مفاوضات جدة يعود لغياب الإرادة السياسية لدى طرفي النزاع ويرتبط ذلك بأن الحرب لم تعد بين طرفين حيث يجد الدعم السريع المساندة من عدد من المليشيات وكذلك الجيش الذي تدعمه كتائب الظل وكتيبة البراء ابن مالك والدفاع الشعبي. ويسعى كل طرف لتقوية موقفه على الأرض، ففيما يسعى الدعم السريع للسيطرة على مزيد من المناطق، وهو أيضا ما يحاوله الجيش بالرغم من هزائمه المتكررة والمعروفة.

وأضافت إحسان عبد العزيز في تصريحها لراديو دبنقا أن قرار الجيش مختطف من عناصر النظام البائد التي تسعى لاستمرار الحرب لضمان وجودها في مراكز السلطة فيما يدفع الشعب السوداني وحده ثمن هذه الحرب اللعينة حيث لا تراعي أطراف الصراع أوضاعه الكارثية وتعبث بسلامته ومصالح الوطن. وشددت القيادية بالحرية والتغيير المجلس المركزي إلى أن كل ذلك يحدث في غياب الضغط الإقليمي والدولي اللازم لإيقاف الحرب.

عمار عوض : المفاوضات علقت ولم تفشل

وعبر الكاتب الصحفي عمار عوض الشريف في تصريحات لراديو دبنقا يوم الاثنين عن موقف اكثر تفاؤلا حيث قال إن محادثات جدة لم تفشل وإنما تم تعليقها والمصادر التي تحدثنا إليها تشير إلى تقدم في الأوراق التي قدمت ما بين الطرفين وإنما تم رفع جلسات المفاوضات.

وأعتقد أن الأمل معقود على القمة المنتظرة لدول الإيغاد في 9 ديسمبر في جيبوتي لوضع إطار للحل مما يجعل مفاوضات جدة عند عودتها تسير بشكل أوفق مما كان عليه في السابق خاصة وأن هناك تفاهمات كبيرة جرت ما بين الجنرال البرهان ومنظمة الايغاد والمتعلقة بأربعة نقاط رئيسية هي إخلاء الدعم السريع للمرافق والأعيان المدنية، إعادة الحياة إلى طبيعتها في الخرطوم بالإشارة لقضايا الارتكازات ومن غير المعروف كيف ستحل هذه القضية.

وأضاف عمار عوض الشريف لراديو دبنقا أن دور الايغاد سيكون محوريا لأنها منظمة دولية وأي دخول لقوات للمراقبة الدولية أو للفصل ما بين القوات يحتاج إلى غطاء من منظمة أفريقية في إطار الحلول الأفريقية للقضايا الأفريقية. وتوقع عمار عوض الشريف أن توافق قمة الايغاد على البند الرابع المتعلق بإطار الحل السياسي الشامل.

الدعم السريع : الجيش لم يلتزم بإجراءات بناء الثقة

اتهم موسى خدام مستشار قائد قوات الدعم السريع، في تعقيب لراديو دبنقا -اتهم – الجيش بعدم الالتزام بأي من مطلوبات بناء الثقة الأربعة ومن بينها القبض على الهاربين من السجون ووقف التصعيد الإعلامي والسماح بمرور المساعدات الإنسانية والالتزام بمنبر جدة وأن عدم الالتزام وظهر ذلك بوضوح في خطابات البرهان وياسر العطا.

وحول رؤيتهم للمرحلة القادمة، قال موسى خدام في مقابلة مع راديو دبنقا يوم الاثنين أنهم متمسكون بالمفاوضات وأن أولوية المرحلة القادمة هي وقف العدائيات مؤكدا أنهم لن يدخلوا المفاوضات مرة أخرى ما لم تنفذ إجراءات بناء الثقة متهما الجيش بعدم الالتزام بما يتفق عليه وظهر ذلك بوضوح في اتفاقيات الهدن السابقة.

واعتبر أن البدء في الحوار السياسي لن يكون ممكنا ما لم يتم وقف العدائيات والالتزام بوقف إطلاق النار. وأضاف مستشار قائد قوات الدعم السريع لراديو دبنقا بأن وفد الجيش يعاني من الانقسامات بين تيار تابع للحركة الإسلامية وتيار تابع للبرهان وتيار تابع للكباشي وسبق ولوفد الدعم السريع أن اعترض على تواجد مدنيين مثل السفير عمر صديق ضمن وفد القوات المسلحة باعتبار أنهم ينتمون لمنظومات سياسية أو لحكومة غير معترف بها.

وحول إمكانية تصعيد المعارك العسكرية في الأيام القادمة، نوه موسى خدام إلى أن المعارك لم تتوقف أصلا وأنها ستستمر مالم يتم التوصل لوقف واضح للعدائيات وإطلاق النار خصوصا وأن الطيران مازال يقصف صباح مساء ومن جانبنا لم نوقف المعارك. ووصف الدكتور موسى خدام الوضع بالضبابي وأنهم لن يتقدموا أي خطوة مالم يكن هناك اتفاق جاد والالتزام بما تم التوقيع عليه في جدة.