خسائر فادحة للسودان وجنوب السودان بسبب اغلاق خط انابيب حقل فلوج

أمستردام: الاثنين 25 مارس 2024

يراقب الكثير من السودانيين بقلق بالغ واحدة من تداعيات الحرب المدمرة وهي الاضرار التي طالت قطاع النفط في عمليتي الإنتاج ونقل المنتجات إلى ميناء التصدير على البحر الأحمر.
تحرم هذه الأضرار، حكومتي جنوب السودان والسودان من عائدات مالية لا يمكن الاستغناء او الاستعاضة عنها في الظروف المعروفة للبلدين، مثلما سيتطلب إعادة تشغيل الحقول والخط الناقل لتمويل انفاق مئات الملايين من الدولار حتى تعود إلى سيرتها الأولى. هذا بالإضافة إلى الأثار البيئية الكارثية نتيجة لتسرب النفط الخام بسبب تجمده داخل الخط الناقل.

طلب راديو دبنقا من المهندس حامد سليمان حامد، وكيل وزارة الطاقة والتعدين السابق، توضيح طبيعة المشكلة والأثار المترتبة عليها. حيث أوضح أن المشكلة الأخيرة التي حدثت مرتبطة بخط نقل أنابيب النفط التابع لشركة “دبكو” والتي بموجبها أصدرت وزارة الطاقة خطابا للشركاء في جنوب السودان بتعذر نقل الخام نتيجة للقوة القاهرة بسبب الحرب وعدم القدرة على تسخين الخط الناقل.

تجمد النفط الخام داخل الانابيب
وحول التفسير الفني لما حدث، اوضح المهندس حامد سليمان حامد في حديث لراديو دبنقا أن البترول الخام الذي يتم نقله عبر خط شركة “بابكو” مصدره حقول “فلوج” في اعلي النيل بجنوب السودان ويعرف باسم خام “دار” ويتم إيصاله حتى ميناء بشاير 2 على البحر الأحمر لتصديره. ويمر الخط الناقل في الأراضي السودانية عبر عدد من المحطات ومن بينها محطة العيلفون (المحطة رقم 4) التي حدثت فيها المشكلة ونتيجة للظروف الحالية بسبب الحرب وبسبب تعذر التواصل كنتيجة لانقطاع شبكات الاتصال.

وأوضح وكيل وزارة الطاقة والتعدين السابق أن خام دار يمتاز باحتوائه على نسبة كبيرة من الشمع، ولذا لا بد من تسخينه لتسهيل مروره عبر الأنابيب بالنظر إلى أن الخام يتجمد حال انخفاض درجة الحرارة إلى أقل من 36 درجة، إذا حدث التجمد يحتاج الأمر إلى سخانات تعمل بالجاز الذي لم يكن متوفرا أو أن المخزون قد نفذ. وفي غياب التواصل بين المحطات، تم ضخ الخام من دون تسخين ما قاد إلى تجمد الخام داخل الخط وحدوث ضغط عكسي تسبب في حدوث مشكلة إضافية بين المحطة رقم 3 والمحطة رقم 4 في العيلفون ما أدى لحدوث كسر في الأنبوب وتسرب الخام خارجه.

أثار كارثية على السودان وجنوب السودان
ومضى المهندس حامد سليمان حامد للقول في حديثه لراديو دبنقا إلى أن هذا الوضع تترتب عليه أثار كثيرة وأولها إعلان جنوب السودان عن التوقف الطارئ للحقول المنتجة لخام دار (مربع 3 و مربع 7) والتي يقدر انتاجها اليومي بحوالي 95 ألف برميل وهي كمية مقدرة يتم نقلها عبر خط “بابكو” لميناء التصدير، ويحرم ذلك حكومة جنوب السودان من واحد من مصادر دخلها الرئيسية.

أما بالنسبة لشمال السودان، فيؤكد وكيل وزارة الطاقة والتعدين السابق في حديثه لراديو دبنقا إن إيقاف تشغيل الخط الناقل ستترتب عليه خسائر مالية لحكومة السودان بالنظر إلى أنها تتسلم رسوم عبور على النفط المار بأراضيها وفي حدود 9 ونصف دولار للبرميل كرسوم نقل، كما أن حكومة السودان ستفقد 14 ألف برميل من النفط الخام كانت تستخدم في تشغيل محطة أم دباكر لتوليد الكهرباء التي تنتج 500 ميغاواط من الكهرباء للشبكة القومية. ويوفر النفط الخام القادم من جنوب السودان الوقود لتشغيل ثلاث وحدات تنتج 375 ميغاواط من الكهرباء وتعتبر واحد من المصادر الأساسية لتشغيل شبكة الكهرباء في السودان.

وأضاف المهندس حامد سليمان حامد أن هناك أيضا تأثيرات على البيئة نتيجة لانكسار الخط والتلوث الناتج عن ذلك. كل هذه التداعيات هي نتيجة مباشرة لتوقف الخط الناقل للنفط عن العمل الذي تعطل بسبب الحرب الجارية الآن في السودان.