خبير زراعي يحذر من تأثير كساد محصول الذرة في القضارف على الموسم القادم

جانب من مشروع للزراعة المطرية بولاية القضارف _ ارشيف

القضارف: 7 ابريل 2024: راديو دبنقا

حذر مزارعو القضارف من العواقب الوخيمة لكساد محصول الذرة خلال الموسم الحالي معربين عن مخاوفهم من تأثيره على الموسم القادم مما يمكن أن يؤدي إلى اتساع رقعة المجاعة.

وقال الخبير الزراعي وعضو اللجنة العليا لمياه القضارف عادل عركي، في مقابلة مع راديو دبنقا، إن كميات الذرة المتوفرة لدى المزارعين خلال الفترة الحالية تبلغ 5 ملايين جوال، حيث لم يتمكن المزارعون من بيعها بسبب الكساد وانخفاض الطلب، وعزا كساد محصول الذرة لتوقف مصانع الانتاج الحيواني في الخرطوم جراء الحرب حيث كانت تستهلك كميات كبيرة من الذرة بجانب الإشكاليات في مجال الصادرات بسبب صعوبات الترحيل وزيادة أسعار الوقود، وقال إن كساد المحاصيل وسيؤدي لعدم توفر السيولة للتحضير وسيضر بالموسم القادم مما يؤدي لمزيد من التعقيدات.

وأشار إلى توقف الإنتاج الحيواني خاصة الدواجن وتسمين الأبقار بسبب الحرب في الخرطوم مبيناً إن الإنتاج الحيواني يشهم بتوفير الأمن الغذائي.
ودعا المنظمات العاملة في المجال الإنساني لتخصيص ميزانية لشراء الذرة من المزارعين بالقضارف وتوزيعه كمساعدات للمحتاجين وتكون بذلك وفرت الأمن الغذائي للمحتاجين وساهمت في ضمان لحاق المزارعين بالموسم المقبل، وحذر من أن يؤدي ذلك لزيادة رقعة المجاعة.

موسم ناجح

وحول الموسم الماضي، وصف المزارع عادل عركي، في مقابلة مع راديو دبنقا، الموسم الزراعي السابق بأنه ناجح وإن الإنتاج الزراعي كان وفيراً رغم عقبات التمويل وارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج.
وقال إن انتاج الذرة خلال الموسم الماضي بلغ 8 مليون و272 ألف جوال بزيادة قدرها نحو مليوني جوال عن موسم 2022. فيما بلغت إنتاجية السمسم 3 مليون و960 ألف قنطار بزيادة قدرها نحو مليون ونصف عن موسم 2022. وقال إن السبب الرئيسي لنجاح الموسم هو ارتفاع مستوى هطول الأمطار واستمرارها لفترة طويلة حتى أكتوبر الماضي.

وقال إن الرقعة الزراعية في ولاية القضارف تبلغ 8 مليون و500 ألف فدان، والمساحة المزروعة 7 مليون و701 ألف و91 فدان بينما بلغت المساحة المنتجة أكثر من 5.5 مليون فدان بما يقل عن سعة المساحة المزروعة بمليوني فدان وأرجع تقلص المساحة المزروعة إلى تدني الأمطار في المناطق الشمالية مما أدى لفشل الزراعة بتلك المناطق.

وأكد إن المساحة المزروعة بالذرة بلغت 5 مليون 708 ألف و500 فدان، بينما بلغت المساحة المنتجة 3 مليون و858 ألف فدان، مشيراً إلى أن تقلص المساحة المنتجة بسبب خروج المنطقة الشمالية المتخصصة في الذرة من دائرة الإنتاج شح الأمطار.

وأكد عادل عركي إن إنتاجية الفدان بلغت 3.8 جوال وذرة، 4.6 قنطار سمسم مما يؤكد نجاح الموسم الزراعي على الرغم من العقبات.

تقلص التمويل

وأشار إلى تقلص التمويل الزراعي خلال العام الماضي عن الموسم الذي سبقه ب 4.4 تريليون جنيه حيث بلغ 41.4 تريليون ونبه إلى الارتفاع الكبير في معدلات سعر الصرف مما يشير إلى الضعف الشديد في التمويل. وعزا تقلص المساحات المنتجة إلى مشكلة التمويل حيث لم يحصل اغلبية المزارعين لم يحصلوا على التمويل الكافي في الوقت المناسب مشيراً إلى احجام البنك الزراعي عن التمويل ودخول بنك النيل بدلاً عنه.

وقال إن عدد المستفيدين من التمويل خلال الموسم الماضي بلغ 6,695 مزارع بما يقل عن الموسم الذي سبقه بنحو 3500 مزارع.
وأشار أيضاً إلى ارتفاع تكلفة مدخلات الإنتاج مثل الوقود حيث ارتفاع سعر برميل الجازولين إلى 140 ألف جنيه بدلاً عن 70 ألف، وارتفع سعر السماد من 7 ألف إلى 40 ألف، كما تعسر عدد كبير من المزارعين في تسديد القروض السابقة مبيناً إن البنك لاحقهم وزج ببعض المزارعين في السجون.

استعدادات الموسم الجديد
من جانبه كشف المهندس عمر محمد احمد البشير المدير العام لوزارة الانتاج والموارد الاقتصادية عن الخطة التأشيرية للموسم الزراعي المطري بولاية القضارف (٢٠٢٤-٣٠٢٥م) والتي تستهدف زراعة (7.5) مليون فدانا بالمحاصيل الزراعية المختلفة.
واشار مدير عام وزارة الإنتاج والموارد الاقتصادية بولاية القضارف خلال في خيمة الصحفيين الأسبوع الماضي حول تحديات الموسم الزراعي والتمويل التركيز على زيادة مساحات محصول الذرة إلى خمسة مليون فدانا، و(750) الف فدانا للدخن، و(1.2) مليون فدانا للسمسم، بجانب مساحة (300) الف فدانا فول سوداني ، و(100) الف قطن مطرى ، ومساحة (56) الف فدانا فول الصويا، ومائة الف فدانا بالمحاصيل الاخرى.
وأعلن مدير القطاع الشرقي للبنك الزراعي عن الدخول للموسم الزراعي الجديد من خلال تمويل مساحات (3.5) مليون فدانا بالجازولين وتوفير السماد والمبيدات مشيرا للإجراءات المتواصلة الآن في وضع السياسات التمويلية الجديدة والتي لا تختلف كثيرا عن العام الماضي في ظل الظروف الراهنة بالبلاد.