امستردام: 22مارس 2024: راديو دبنقا
رسم عبد العظيم علي يعقوب، سكرتير إدارة الزراعة والأمن الغذائي بإقليم جبال النوبة، صورة قاتمة للموسم الزراعي 2023 في المنطقة ووصفه بغير الناجح. وعزا ذلك في تصريح لراديو دبنقا عدم نجاح الموسم الزراعي لعدة أسباب من بينها تذبذب الأمطار التي هطلت في بداية شهر يونيو وتوقفت في نهاية يوليو وحتى أوائل شهر سبتمبر وقاد ذلك إلى تدهور الإنتاجية. كما أن ظهور الجراد في يناير 2023 واستيطانه في المنطقة حتى هذه اللحظة فاقم المشكلة مثلما يهدد الموسم الجديد.

تدهور الانتاجية
وواضح عبد العظيم علي يعقوب إن أثار التغيير المناخي قد بدأت في الظهور بارتفاع درجات الحرارة بشكل واضح وتذبذب مستويات الأمطار، الأمر الذي ساهم بدوره في انخفاض الإنتاجية التي وصلت في بعض المناطق إلى صفر وتدهورت إنتاجية الفدان في مناطق أخرى إلى جوال وجوالين، ما يعني أن الموسم سيء جدا. ازددات الأوضاع سوءً بسبب حالات النزوح الواسع بعد اندلاع الحرب في الخرطوم حيث شهدت مناطق جبال النوبة نزوح اعداد كبيرة جدا من المواطنين إليها من المدن التي تشهد معارك وفي مقدمتها الخرطوم. ويعاني النازحون بشدة في ظل عدم وجود معسكرات يمكن تقديم العون فيها مما اضطر العائلات لاستقبالهم في منازلها.

نزوح واسع نحو جبال النوبة
ونوه سكرتير إدارة الزراعة والأمن الغذائي بجبال النوبة في حديثه لراديو دبنقا إلى أن النزوح مثل ضغطا كبيرا على مواطني المنطقة بإمكانياتهم المحدودة واضطرارهم لاستقبال أسرتين أو ثلاث في كل منزل ما تسبب في تدهور مستويات معيشة الأفراد. وكشف عن ظهور حالات لسوء التغذية في أوساط الأطفال والأمهات المرضعات. كما أن النازحين يحتاجون إلى مأوى وتوفير مشمعات وناموسيات، فيما تشهد الأسواق ارتفاعا كبيرا في أسعار السلع الغذائية حيث بلغ سعر ملوة الذرة حاليا 4 ألف جنيه ويتوقع أن يصل إلى 10 ألف جنيه في يونيو ويوليو وأغسطس بسبب الندرة التي تؤدي لارتفاع الأسعار.

الأولوية للغذاء والماء والدواء
ولمواجهة هذه الأوضاع، شدد عبد العظيم علي يعقوب على ضرورة توفير الغذاء وخصوصا للنازحين والأسر التي تستضيفهم. وتعاني كل المقاطعات في منطقة جبال النوبة (الدلنج، هبيلة، لقاوة، السنوط، رشاد، هيبان، غرب كادوقلي، الريف الشرقي، تلودي، تقلي الجديدة، كانيارو، توغو) من نقص الغذاء وضعف إنتاجية الموسم الزراعي السابق ويحتاج النازحون فيها للغذاء والماء والدواء خصوصا مع اقتراب موسم الخريف التي تزداد فيه الأوضاع صعوبة. ومع دخول موسم الخريف، يحتاج المواطنون أيضا إلى التقاوي والاليات الزراعية والأدوات البسيطة والوقود والجاز والزيوت بالنظر إلى وجود مساحات شاسعة يمكن زراعتها.

ضرورة إنجاح الموسم الزراعي الجديد
وناشد سكرتير الزراعة والأمن الغذائي عبر راديو دبنقا الخيرين والمنظمات الدولية المساعدة في توفير الغذاء والمدخلات الزراعية حتى يستطيع المواطنون والنازحون الدخول في العملية الإنتاجية مع قدوم موسم الخريف. وأشار إلى أن الحكومة في جبال النوبة تعمل على تعبئة كل المواطنين والنازحين للاستعداد للموسم الزراعي الجديد بتجهيز مساحات الأرض الخاصة بهم وتوزيع التقاوي المتوفرة حتى يجد من يرغب في تقديم العون الأرض جاهزة ما يحفز على توفير الأدوات الزراعية والآليات والوقود لإنجاح الموسم الزراعي القادم بما يساعد في استقرار النازحين وتخفيف العبء عن المواطنين المقيمين في جبال النوبة.

تقديرات متفائلة في بورتسودان
إلى ذلك قدم السيد وزير الزراعة الاتحادي المكلف تقريرا متفائلا بشأن الموقف الغذائي في البلاد لاجتماع اللجنة العليا للتعامل مع الأمم المتحدة الذي انعقد يوم أمس الخميس في بورتسودان برئاسة الفريق بحري مهندي، إبراهيم جابر، وبحضور عضوية اللجنة.
وأوضح التقرير أن إنتاج الذرة لهذا العام يصل إلى 3.3 مليون طن وأن الحاجة الحقيقية هي 3.9 مليون طن ما يعني أن هنالك فرق طفيف. وأشار التقرير ايضا إلى أن إنتاج الدخن لهذا العام 683 ألف طن وغيرها من المنتجات الزراعية.
ولفت وزير الزراعة الاتحادي المكلف بأن هنالك تقارير ستكون متوالية بشأن الإنتاج الزراعي والمخزون الاستراتيجي الذي تجاوز 4 مليون 786من الاحتياطي الغذائي مشيرا إلى أن المشكلة هي كيفية إيصال هذه المواد الى المحتاجين المغلقين داخل المدن وبعض الولايات.