خالد عبد الرحمن الفرجابي، وأحمد عبد الله حسن ـ المصدر ـ "فيسبوك"


الجمعة: 10 مايو 2024: راديو دبنقا
تقرير: سليمان سري
توالى صدور بيانات النعي والإدانة من قبل القوى السياسية ولجان المقاومة ومنظمات المجتمع المدني، خلال اليومين الماضيين، على مواقع التواصل الاجتماعي، في أعقاب ارتفاع حالات الانتهاكات، من اعتقال وقتل نتيجة للتعذيب داخل سجون طرفي الصراع، قوات الدعم السريع واستخبارات الجيش السوداني. ويشير ذلك إلى ممارسة الطرفين للتعذيب الممنهج، في تزامن مع موجة اعتقالات غير مبررة ينفذها الطرفين لمدنيين عزَّل ليسوا طرفاً في الصراع. ولم يعد المواطن بمأمن سواء كان في المناطق الخاضعة لسيطرة الدعم السريع أو الجيش.

تعذيب حتى الموت:
فقد نعى حزب المؤتمر السوادني وأدان في ذات الوقت مقتل أحد كوادره بفرعية القرشي بولاية الجزيرة، بعد اعتقاله في السابع عشر من أبريل الماضي على أيدي قوة تتبع للاستخبارات العسكرية ومن سمتهم بمليشيا الحركة الإسلامية.
وقال الحزب في بيان صادر امس تحصل عليه “راديو دبنقا” أن قوة تتبع للاستخبارات العسكرية رفقة آخرين اعتقلت بمدرسة العزازي رئيس الحزب بفرعية القرشي صلاح الطيب يوم 17 أبريل 2024م ثم أنكرت لاحقاً وجوده لديها، قبل أن يتأكد لهم أنه اغتيل في المعتقل تحت التعذيب.
وحمل حزب المؤتمر السوداني مسؤولية هذه الجريمة وبشكل كامل للقوات المسلحة وللاستخبارات العسكرية ومن سماهم بمليشيات الحركة الاسلامية، واتهمها باغتيال زميلهم صلاح الطيب في معتقلاتها، وعبر عن إدانته لهذه الجريمة. وقال إن من اشعلوا هذه الحرب لم يتوقفوا مطلقاً عن استهداف المدنيين والتحريض عليهم بخطابات الكراهية والتخوين، واستهدافهم بالملاحقة والاعتقال الذي طال منسوبي القوى السياسية ولجان المقاومة وأعضاء غرف الطوارئ وكل مكونات ثورة ديسمبر والفاعلين فيها.

من جهتها أكدت هيئة محامي دارفور وشركاؤها في بيان لها تحصل عليه “راديو دبنقا”، إنّ الفتيل صلاح تم اعتقاله من داخل منزله بعد عصب عينيه بقطعة من القماش والقذف به داخل عربة محملة بعناصر مزودة بالسلاح والعُصِيّ المدببة وتم نقله إلى المدرسة الثانوية، وكان من يقود المجموعة أحد العناصر المعروفة بالحي، وكان قد اعتقل مع صلاح عدد من شباب العزازي ولاحقاً تم الإفراج عن البعض منهم، وقد ذكروا  بأنه تعرض للتعذيب حتى تخضبت ثيابه بالدماء وفقد وعيه.وذكرت الهيئة ان عناصر من الجيش والأمن نقلت لأسرته بانه توفي نتيجة لتعرضه للسعات حشرات وتم دفنه في الخلاء.

وكان صلاح الطيب موسى عمل بمهنة المحاماة في منطقته يقدم العون القانوني للمحتاجين كما كان يتولى رئيس لجنة الخدمات بالهيئة الشعبية لتنمية العزازي وعضو بلجنة تنمية وتطويرها  وطريق العزازي الخرطوم ، وعضو مجلس أمناء المستشفى والمسؤول عن قسم غسيل الكلى.

وطالبت الهيئة بالتحقيق ونشر نتائجه للرأي العام ، كما طالبت كل القوى المدنية بتصعيد المطالبة بضرورة وقف الحرب والعمل من أجل منع إفلات مرتكبي الجرائم والإنتهاكات من المساءلة والعقاب.
كما نعت اللجنة الإعلامية لغرفة الطوارئ المشتركة – حلفاية الملوك كل من قيس يونس علي ركيزة وطلب حمد السيد بابكر، نتيجة التعذيب داخل معتقلات قوات الدعم السريع، ولحق بهما كل من عصام عبد القادر الكوتش ومحمود عبد الهادي خوجلي، متأثرين بجراحهم بعد إصابتهم في هجوم بمسيرة استهدفت السوق المركزي.
كما نعت اللجنة التمهيدية لنقـــابة أطبــاء الســـودان دكتور عثمان قسم الله علي، الذي قتل على يد أفراد من قوات الدعم السريع حينما حاولوا نهب عيادته ومنزله بحي بركات بمدينة ود مدني يوم الاربعاء الموافق 8 مايو 2024.

استهداف واعتقال:


في غضون ذلك تواصلت عمليات الاعتقال والاحتجاز غير المشروع للجان الطوارئ والمتطوعين في مراكز الإيواء، وأعضاء لجان المقاومة في الأحياء، فقد
ومازال الالاف يقبعون في سجون الدعم السريع وبعضهم لقوا حتفهم جراء التعذيب والجوع والمرض، في عدد من ولايات الخرطوم والجزيرة ودارفور، دون أسباب واضحة خاصة أن فيهم مواطنين أبرياء ليس لديهم أي نشاط مسبق تم اعتقالهم وكثير منهم أصبحوا في عداد المفقودين نتيجة لإخفائهم قسريًا ومنعهم من التواصل بذووهم.
وعلى ذات النهج تمارس استخبارات القوات المسلحة الاعتقال التحفظي والاحتجاز غير المشروع لكن بصورة ممنهجة ومتعمدة، كونهم يتحركون بمعلومات مستهدفين لجان المقاومة والنشطاء المدنيين والسياسيين وتمارس معهم أبشع صنوف التعذيب، ما أدى للقتل خارج نطاق القضاء، خير دليل على ذلك مقتل عضو حزب المؤتمر السوداني.

وفي ولايتي نهر النيل والشمالية والقضارف وشمال كردفان تمارس السلطات بدعوى تطبيق حالة الطوارئ حملة اعتقال واسعة على أساس عرقي، ويواجه المئات من الأبرياء تهم بالتخابر لصالح قوات الدعم السريع أو من يطلقون عليهم “الخلايا النائمة” من رافضي الحرب، بينما نشطت النيابات في تجهيز قوائم واستهداف الناشطين بتهم تصل عقوبتها الاعدام باتهامهم بتأييد الدعم السريع، وذات الأمر يتعرض له المدنيون في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع.
واعتقلت قوات الدعم السريع يوم الثلاثاء 7 مايو 2024، عضو لجان المقاومة بحي العشرة بالخرطوم جنوب، معاوية عبد الرحمن الشهير بـ”ديجانقو”.
أدانت كل من الجبهة الديمقراطية للمحامين وتنسيقية لجان مقاومة الخرطوم جنوب، اعتقال قوة من الدعم السريع عضو اللجان معاوية عبد الرحمن الشهير بـ(ديجانقو) من حي العشرة واقتادته لمكان غير معلوم، وحملت اللجان قيادة قوات الدعم السريع ومنسوبيها مسؤولية سلامته.
فقد اعتقلت الاستخبارات العسكرية في مدينة بربر بولاية نهر النيل كل من خالد عبد الرحمن الفرجابي، وأحمد عبد الله حسن، بتهمة انتمائهم لقوات الدعم السريع واعتبارهم خلايا نائمة. بالرغم من أن مواقفهما المعروفة ضد الدعم السريع كبقية شباب الثورة.
واعتقلت السلطات بمحلية الفاو أمس الأول كل من مؤمل مبارك وعمر علي أعضاء لجان الطوارئ وشارع الحوادث، قبل أن تقوم بإطلاق سراحهما في وقت متأخر من الليل بينما يخضع جميع أعضاء لجان الطوارئ لمراقبة وملاحقة من قبل أفراد جهاز الأمن.
وفي أواخر أبريل الماضي اعتقلت قوة مشتركة من الاستخبارات العسكرية وجهاز المخابرات العامة، 6 أشخاص من اعضاء لجان المقاومة بولاية القضارف بعضهم تم إخلاء سبيله والبعض الآخر محتجزين بالقيادة العامة بمحلية الفاو.
وفي تصريحات سابقة أعلنت مجموعة محامي الطوارئ أن السلطات الأمنية اعتقلت ٤٨ شخصًا في ولاية سنار منذ سيطرة قوات الدعم السريع على ولاية الجزيرة وأوضحت في تعميم صحفي، أن الاعتقالات شملت محليات سنجة و سنار والدندر وابو حجار وغيرها ونبهت إلى استمرار اعتقال بعضهم حتى الآن.
وأشار محامو الطوارئ في تقرير إلى عدم وجود إطار قانوني يخول للقوات المسلحة سلطة الاعتقال، كما أن بعض المعتقلين أخذوا كرهائن للضغط على أقاربهم لتسليم أنفسهم، ونوهت إلى الاعتقالات صحبتها مداهمات ليلية وانتهاك لحرمات المنازل بجانب اهانة وحط لكرامة المعتقلين. وأشارت إلى حملات ترصد وتفتيش ممنهجة تستهدف النشطاء السياسيين في مداخل ومعابر الولاية.


الإفلات من العقاب:
من جهته اعتبر الصحفي والمحلل السياسي محمد أمين أن حرب السودان التي استمرت لأكثر من عام حدثت فيها حالات انتهاكات غير مسبوقة، وفق التقارير الإقليمية والدولية، وتسببت في أكبر موجات نزوح ولجوء ووفيات الأطفال في العالم، بجانب الاعتقال والتعذيب والقتل العمد.
وقال أمين لـ”راديو دبنقا”، لقد شاهدنا التعذيب حتى الموت من قبل طرفي الصراع في مناطق كثيرة ومتعددة في ولايات الجزيرة، الخرطوم ودارفور، وتصفية الشهود والمحاميين في المجازر الذين كانوا يتابعون هذه القضايا وذلك لإخفاء الأدلة.
واعتبر أن التعذيب حتى الموت في السجون والمعتقلات سواء كان في سجون قوات الدعم السريع أو الجيش السوداني فإنها جريمة ضد الانسانية وقال انها لن تسقط بالتقادم طال الزمن او قصر.
وحذر من تعزيز ثقافة الافلات من العقاب وتقويض شعارات الثورة السودانية التي كانت تنادي بالحرية والسلام والعدالة، مستنكرًا مواقف بعض السياسيين لإعطاء مخرج آمن لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، من أجل انجاح التفاوض ووقف الحرب. وجدد التشديد على أن الضحايا هم من يحق لهم إصدار العفو، وعبر عن مخاوفه من ظهور مليشيات أخرى جراء تعزيز سياسة الافلات من العقاب، سواء كانت مليشيات تابعة للدعم السريع أو تابعة للجيش.
وقال بالأمس صدر تقرير من هيومان رايتس ووتش وثق لجرائم الابادة الجماعية في محلية الجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور، وقال إن حالات الانتهاكات ضخمة جدًا وخطيرة وغير مسبوقة في التاريخ الانساني والبشري، الحديث والقريب.
وتوقع أن تستمر مثل هذه الانتهاكات الفظيعة في ظل انشغال العالم بأزمات أخرى مثل حرب روسيا وأوكرانيا وغزة وغيرها، وفي ظل اصرار طرفي الصراع على الاستمرار في الحرب واغلاق منافذ عمال الاغاثة، كل هذه الامور تقود إلى تعقيد غير مسبوق للأوضاع.

Welcome

Install
×