مبني مفوضية الإتحاد الاوروبي بالعاصمة البلجيكية بروكسل - الصورة من موقع الاتحاد الأوروبي

بروكسل: الثلاثاء 9 أبريل 2024: راديو دبنقا


تقرير: محمد سليمان

صعّد الإتحاد الأوروبي إتهاماته لإيران وروسيا والإمارات بتأجيج الحرب في السودان، وذلك بدعم الجيش وقوات الدعم السريع، وأصدر الإتحاد الأوروبي بياناً قال فيه، إن إيران تعمل على تسليم الأسلحة، بما في ذلك الطائرات بدون طيار، إلى القوات المسلحة السودانية. كما تقف الإمارات بجانب قوات الدعم السريع بشكل مباشر لحسم الحرب. بينما تلعب روسيا على الجانبين للوصول إلى البنية التحتية والموارد الاستراتيجية، في وقت يري مراقبون أن الموقف الأوروبي تجاه الحرب في السودان موقف إيجابي يمثل نقلة في التوجهات الدولية فيما يلي الصراع في السودان، لكنه جاء متأخراً.

موقف إيجابي

ويعتقد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي أبوذر علي الأمين أن الموقف الجديد للإتحاد الأوروبي في توجيه الاتهامات المباشرة للداعمين لأطراف الصراع في السودان، فيه الكثير من الإيجابية، ويؤكد، في مقابلة مع راديو دبنقا، أن الموقف جاء متأخرا،ً ويشير إلى أنه يمثل نقلة في التوجهات الدولية فيما يلي الصراع في السودان ويصب في صالح المستقبل ما بعد الحرب بأكثر مما يفيد في الراهن الآن. ويرى أن المشكلة الأساسية في المواقف الدولية تجاه الصراع في السودان أنها تتسم بالضعف والتأخير وكثير من اللامبالاة دائماً، مبيناً أن المجتمع الدولي دائماً ما يتخذ المواقف ولكن لا يترتب عليها شيء وبالتالي تكون معلنة إعلامياً أو إسفيرياً فقط، ويقول هذه المواقف تعايشنا معها طويلاً منذ قرارات المحكمة الدولية فيما يلي الإتهامات الموجهة للرئيس السابق عمر البشير ولم يحدث فيها شيء، ويتابع بالتالي نرجو هذه المرة أن تصب هذه المواقف في إتجاه التغيير في الإتجاه السليم والصحيح وأن يتبع التصريح العمل، ويطالب الإتحاد الأوروبي بتبني مواقف حقيقية تشمل توجهات الشعب السوداني وتطلعاته في الأمن والإستقرار والحكم الديمقراطي. ويحث على أن لا تكون التصريحات على مستوي الإعلام العام في الموقف الأوروبي ولكن يجب أن تتبعها أفعال على الأرض.

إجراءات أكثر صرامة لوقف إمداد السلاح

ويرى ابو ذر أن الإتهامات الموجهة لإيران وروسيا والإمارات بدعم أطراف الحرب وتأجيج الصراع في السودان فيه بعض من الحقيقة وشيء من التوظيف، ويلمح إلى أن هذا واضح وضوح بيّن لأن الإمارات تلعب على المستويين ولكن تميل إلى الشق الغربي عموماً المدعوم أمريكياً وإسرائيليا. ويذهب الي أن الشق الروسي يحاول أن يناور ويؤثر على الوضع الأوروبي لذلك أوروبا ضمنته في هذا الإتهام بهذا الشكل ولكن ليس بمستوى الفعل الإسرائيلي والأمريكي عموماً. ويؤكد أنه في النهاية هذه إتهامات نرجو أن تنبني عليها أشياء عملية تغير من إيقاع الحرب وعنفوانها في الأرض على الأقل بإجراءات توقف إمدادات السلاح لكل الأطراف بإجراءات أكثر صرامة.

السودان أصبح مسرحاً لصراعات المصالح

ويذهب الخبير القانوني الصادق على حسن المحامي الي أن السودان أصبح مسرحا لصراعات المصالح الإقليمية والدولية، ويؤكد في مقابلة مع راديو دبنقا أن الإتهامات التي أطلقها الإتحاد الأوروبي لكل من إيران وروسيا والإمارات بدعم طرفي الحرب في السودان صحيحة لأن هناك تسابق على المصالح بالسودان، مشيراً الي أن المجتمع الدولي أثبت أنه غير جاد لأنه لم يتدخل بصورة حاسمة لمصلحة إنهاء الصراع في السودان معتبراً أن هذا الوصف ينطبق على الإتحاد الأوربي، لأنه أيضا من المساهمين في الأوضاع الحالية التي تحدث في السودان، وأنه كان يبحث عن مصالحه في مكافحة الهجرة غير الشرعية لأوربا واتهم الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع الدعم السريع ودعمه مالياً كما قدم له دعما فنياً ليساعد في المهام المنتظرة منه، وقال إن السودان أصبح مستنقعاً لتقاطع المصالح الدولية. وتساءل لكن ماذا تعني الإتهامات، وماهي الخطوات الجادة التي يمكن ان يقوم به الإتحاد الأوروبي نفسه لوقف الحرب والتدابير التي يمكن ان يتخذه الإتحاد الأوروبي بخلاف إطلاق الإتهامات.

تأجيج الحرب في السودان

وكان الاتحاد الأوروبي جدد اتهامه لإيران والإمارات وروسيا بتأجيج الحرب في السودان عبر دعم الجيش والدعم السريع. وقال جوزيب بوريل فونتيليس، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، ونائب رئيس المفوضية الأوروبية وجانيز لينارتسيتش، المفوض الأوروبي لإدارة الأزمات، في بيان مشترك امس الاثنين، إن إيران تعمل على تسليم الأسلحة، بما في ذلك الطائرات بدون طيار، إلى القوات المسلحة السودانية. كما تقف الإمارات بجانب قوات الدعم السريع بشكل مباشر لحسم الحرب. بينما تلعب روسيا على كلا الجانبين للوصول إلى البنية التحتية والموارد الاستراتيجية، بما في ذلك مع الشركات العسكرية الخاصة، التي تسعى بشكل رئيسي وراء الذهب والمعادن.