برنامج الغذاء العالمي يحذّر من توقف مساعداته للاجئين السودانيين في 7 دول

Chad. Sudanese refugees receive food in Alacha © WFP/Asma Achahboun

يحتاج إلى 775 مليون دولار لتنفيذ عملياته



أمستردام – 1 يوليو 2025 – راديو دبنقا

حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أمس الاثنين، من توقف المساعدات التي يقدمها لملايين اللاجئين السودانيين الفارّين من الحرب إلى إفريقيا الوسطى ومصر وإثيوبيا وليبيا وتشاد، خلال الأشهر المقبلة، بسبب نقص التمويل.

وأكد البرنامج في بيان صحفي أنه يحتاج إلى ما يزيد قليلًا عن 200 مليون دولار أمريكي لمواصلة الاستجابة الطارئة للاجئين السودانيين في دول الجوار خلال الأشهر الستة المقبلة. كما يحتاج إلى 575 مليون دولار أمريكي إضافية لتنفيذ عملياته المنقذة للحياة داخل السودان.

وقال إن ملايين اللاجئين السودانيين الذين فرّوا إلى دول الجوار يواجهون خطر الانزلاق نحو مزيد من الجوع وسوء التغذية، في وقت تفرض فيه أزمات التمويل الحادة تخفيضات هائلة على المساعدات الغذائية المنقذة للحياة.

منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023، فرّ أكثر من 4 ملايين شخص إلى دول الجوار بحثًا عن الغذاء والمأوى والأمان. وأضاف البيان: “غالبًا ما تصل العائلات وهي تعاني من الصدمة وسوء التغذية، ولا تملك سوى القليل إلى جانب ما ترتديه من ملابس”.

سبع دول

وأفاد برنامج الأغذية العالمي أنه يقدم المساعدات الطارئة للاجئين الفارّين إلى سبع دول مجاورة، وهي: إفريقيا الوسطى، وتشاد، ومصر، وإثيوبيا، وليبيا، وجنوب السودان، وأوغندا. كما وسّع البرنامج نطاق دعمه ليشمل المجتمعات المضيفة.

ووصل إلى تشاد 860 ألف لاجئ سوداني منذ بداية الحرب في السودان قبل أكثر من عامين، ولا يزال نحو 1000 لاجئ يصلون يوميًا إلى تشاد، معظمهم من شمال دارفور، بأعداد مماثلة لمعدلات الوصول المرتفعة التي شوهدت في بداية الحرب.

كما استقبلت مصر نحو 1.5 مليون سوداني ممن تضرروا جراء النزاع الذي بدأ قبل عامين.

في إثيوبيا، يدعم البرنامج حاليًا أكثر من 800,000 لاجئ من خلال المساعدات الغذائية والنقدية بنسبة 50% من الحصص. من بينهم 100,000 لاجئ سوداني، منهم 20,000 وافد جديد في إقليمي أمهرة وبني شنقول، حيث يحصلون على حصص كاملة.

كما يقدم برنامج الأغذية العالمي مساعدات غذائية شهرية ودعمًا تغذويًا لنحو 50,000 لاجئ في ليبيا، معظمهم فرّوا من السودان منذ بداية الحرب عام 2023. وهذا العدد يمثل جزءًا بسيطًا من نحو 313,000 لاجئ سوداني وصلوا إلى ليبيا خلال العامين الماضيين.

كما تستضيف أوغندا 81,000 لاجئ من السودان.

حجم المساعدات يفوق التمويل المتاح

وأكد البرنامج أن استمرار تقديم المساعدات الغذائية بات يفوق التمويل المتاح. وأضاف:
“وفي أوغندا، يعيش العديد من اللاجئين المستضعفين على أقل من 500 سعرة حرارية في اليوم – أي أقل من ربع الاحتياجات الغذائية اليومية – بينما تدفع الموجات الجديدة من الوافدين أنظمة دعم اللاجئين إلى حافة الانهيار. وفي تشاد، التي تستضيف نحو ربع إجمالي اللاجئين الفارّين من السودان، سيتم تقليص الحصص الغذائية خلال الأشهر المقبلة ما لم تتلق مساهمات إضافية قريبًا.”

وقال شون هيوز، منسق عمليات الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي لأزمة السودان الإقليمية:
“نحن أمام أزمة إقليمية كاملة الأبعاد تتفاقم في بلدان تعاني أصلًا من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي والصراعات. ويعتمد ملايين الفارّين من السودان بشكل كامل على دعم البرنامج، ولكن من دون تمويل إضافي سنُجبر على إجراء مزيد من التخفيضات. وسيترك ذلك العائلات الأكثر ضعفًا – وخاصة الأطفال – في خطر متزايد من الجوع وسوء التغذية”.

ويُعد الأطفال أكثر الفئات عرضة لتأثيرات انعدام الأمن الغذائي الممتد. فقد تجاوزت معدلات سوء التغذية الحاد العالمي (GAM) بين الأطفال اللاجئين في مراكز الاستقبال في أوغندا وجنوب السودان عتبة الطوارئ، إذ يعاني كثير من الأطفال من سوء التغذية حتى قبل وصولهم لتلقي المساعدات.

مساعدات داخل السودان

وفي داخل السودان، وسّع برنامج الأغذية العالمي نطاق عملياته ليصل إلى أكثر من 4 ملايين شخص شهريًا – أي أربعة أضعاف عدد المستفيدين في بداية عام 2024. كما تم توسيع نطاق الدعم للاجئين الجدد في دول الجوار؛ ففي تشاد، ضاعف البرنامج سعة المخازن أربع مرات، ووسّع خطوط الإمداد لدعم تدفق اللاجئين القادمين من دارفور وضمان استدامة العمليات العابرة للحدود إلى السودان. وفي مصر وجنوب السودان، كثّف البرنامج المساعدات النقدية بعد اندلاع النزاع في 2023، وقام بتسجيل الأسر السودانية المؤهلة في غضون ساعات من وصولها لتلقي الدعم الفوري.

وأضاف هيوز:
“اللاجئون السودانيون يفرّون بأرواحهم، لكنهم يواجهون على الجانب الآخر من الحدود مزيدًا من الجوع واليأس وشُح الموارد. فالمساعدات الغذائية تمثل شريان الحياة للأسر اللاجئة التي لا تملك أي بديل”.

ويدعو برنامج الأغذية العالمي المجتمع الدولي إلى تعبئة موارد إضافية لضمان استدامة المساعدات الغذائية والتغذوية للاجئين السودانيين والمجتمعات المضيفة.

واختتم هيوز قائلًا:
“في النهاية، فإن الدعم الإنساني وحده لن يضع حدًا للنزاع والنزوح القسري – هناك حاجة ماسة لتحرك سياسي ودبلوماسي عاجل على الصعيد العالمي لإنهاء القتال وتحقيق السلام والاستقرار”.

Welcome

Install
×