معسكر كلمة للنازحين بنيالا في ولاية جنوب دارفور - الأمم المتحدة

الخرطوم :امستردام : 7 فبراير 2024 : راديو دبنقا
تقرير: محمد سليمان

دق النازحون بمعسكرات إقليم دارفور ناقوس الخطر من حدوث مجاعة وشيكة في حال عدم تحرك المنظمات الإنسانية لتقديم الغذاء للنازحين الذين باتوا بدون مساعدات غذائية التي كانت تقدم لهم قبل إندلاع الحرب في الخامس عشر من أبريل 2023. فقد بات الصوت العالي في معظم ولايات السودان التي تدور بها الحرب أو التي وصل اليها النازحون من إن مشكلة نقص الغذاء، وعدم تحرك المنظمات الإنسانية لتقديم المساعدات لهم على الرغم من المعاناة التي يعيشونها فقد بح صوتهم من مناشداتهم المستمرة للمنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة والوطنية للتحرك قبل وقوع الكارثة.
وحذرت الأمم المتحدة يوم الثلاثاء من أن المعاناة تزداد بوتيرة مقلقة في السودان بعد مرور ما يقرب من 300 يوما على اندلاع الصراع في السودان.وذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للمنظمة “اوتشا” في بيان أن حوالي 18 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد يعانون من الانعدام الحاد للأمن الغذائي، بزيادة قدرها 10 ملايين شخص مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

14 مليون طفل يعانون من سوء التغذية

فقد قال أكثر من 30 خبيراً أممياً مستقلاً إن حوالي 25 مليون شخص- من بينهم 14 مليون طفل بمن فيهم 3 ملايين دون سن الخامسة- يعانون من سوء التغذية الحاد، ويحتاجون بشكل عاجل إلى المساعدة الإنسانية في السودان. وأشاروا إلى أن القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 13 ألف شخص وإصابة 33 ألفا آخرين.
وفي بيان أصدروه يوم الاثنين، أوضح الخبراء المستقلون أن الأوضاع الإنسانية المتدهورة في السودان تسببت في نزوح جماعي غير مسبوق، حيث يقدر عدد النازحين داخليا بنحو 9.05 مليون شخص، وهو ما يمثل حوالي 13 في المائة من جميع النازحين داخليا على مستوى العالم.

مجاعة حقيقية

النازحون بمعسكرات محلية مرشينج بولاية جنوب دارفور طالبوا المنظمات الإنسانية بالتحرك لتقديم المساعدات العاجلة للنازحين الذين باتوا على شفا مجاعة حقيقية. وقال نازح لراديو دبنقا أن الموسم الزراعي فشل لان الرعاة أدخلوا ماشيتهم في المزارع، وحذر من حدوث مجاعة في حال عدم تدخل المنظمات الإنسانية لتقديم الإغاثة للنازحين وسكان محلية مرشينج الذين يكابدون من أجل توفير لقمة العيش.
وأوضح أن النازحين يعتمدون الآن على جمع الحطب والقش لبيعها في السوق لسد إحتياجاتهم الغذائية وهي بالكاد تكفي لتوفير بعض المستلزمات. وحتي جمع الحطب والقش ليست بالمهمة السهلة لان النازحون يواجهون صنوفاً من المعاناة تتمثل في إنتشار المليشيات التي تقوم بالإعتداء عليهم وضربهم وإذلالهم والإعتداء على النساء وإغتصابهن.

موت العشرات بالمعسكرات

الناطق باسم التنسيقية العامة للنازحين واللاجئين بدارفور آدم رجال أكد ان عشرات الاطفال والنساء وكبار السن في مخيمات دارفور يموتون يومياً بسبب نقص الغذاء، وأن الوضع وينذر بموت جماعي بالجوع والأمراض داخل المخيمات.
وعزا رجال ما وصفها بالكارثة الانسانية التي ضربت مخيمات النزوح بدارفور إلى عدة اسباب اولها الحرب الدائرة بين الجيش والدعم السريع، وعدم تمكن قطاعات واسعة من مجتمع دارفور زراعة المحاصيل الغذائية في الموسم الماضي، بسبب النزاعات القبلية التي شهدتها بعض المناطق، اضافة إلى توقف برنامج الغذاء العالمي عن امداد النازحين في المخيمات بالمواد الغذائية منذ اندلاع الحرب.

معاناة من نقص حاد في الغذاء

وكان الخبراء الأمميون أكدوا أن أولئك النازحين يعانون من نقص حاد في الغذاء، ويفتقرون إلى إمكانية الحصول على مياه الشرب الآمنة والرعاية الصحية والإمدادات الطبية الأساسية والصرف الصحي، وأن الاكتظاظ أدى إلى الانتشار السريع للأمراض حيث تم الإبلاغ عما يقرب من 10,000 حالة يشتبه بإصابتها بالكوليرا، بما في ذلك 275 حالة وفاة مرتبطة بها، في جميع أنحاء السودان، بما فيها الأماكن التي يلجأ إليها النازحون داخليا.
وحذر الخبراء كذلك من أن حوالي 17.7 مليون شخص في جميع أنحاء السودان يمثلون 37 في المئة من السكان، يواجهون جوعا حادا.

جهود محلية

وكانت اللجنة العليا للطواريء الانسانية أكدت ضرورة سلامة وصول المساعدات الإنسانية عبر الإجراءات التي تضمن سيادة البلاد وتؤكد اجازة الدولة السودانية لكل الإجراءات بما يضمن تحقيق السلامة الوطنية والصحية للمواطن. وقال وزير الثقافة والإعلام الدكتور جراهام عبد القادر في تصريح صحفي أنه تم خلال اجتماع اللجنة الاتفاق على نظام سيادي واحد ” صحي وانساني وخدمي واجتماعي”، وكل ما يشمل كل الدولة باعتبار أن الدولة ليست مجزئة ليتم التفكير في كل منبر على حدا. واكد الاجتماع تكوين لجنة مختصة لمتابعة دخول الإغاثة والمعونات عبر المداخل وخاصة المداخل التي يتم الدخول عبرها دون إجراءات وذلك بوجود شركاء من المؤسسات ذات الصلة داخل السودان من الخارجية والداخلية والتنمية الاجتماعية والاجهزة ذات الصلة.

جهود أممية

برنامج الأغذية العالمي دعا الأطراف المتحاربة في السودان إلى تقديم ضمانات فورية لإيصال المساعدات الإنسانية، بشكل آمن ودون عوائق، إلى المناطق المتضررة من النزاع، وخاصة عبر خطوط النزاع حيث يعاني النازحون المحاصرون- من الجوع دون أن تتمكن المنظمات الإغاثية من الوصول إليهم بالمساعدات المنقذة للحياة.
ووصف برنامج الأغذية العالمي الوضع في السودان بأنه كارثي، مشيرا إلى أن نحو 18 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد يواجهون حاليا الجوع الحاد، على الرغم من الجهود التي يبذلها البرنامج لتقديم المساعدة الغذائية لملايين الأشخاص منذ اندلاع الحرب.
وحذر البرنامج من كارثة جوع تلوح في الأفق في السودان، مشددا على ضرورة أن يتمكن الناس من الوصول إلى المساعدات الإنسانية، فورا، لمنع الأزمة من أن تصبح كارثة. وقال “ومن المثير للصدمة أن عدد الجياع قد ارتفع بما يزيد عن الضعف من العام الماضي، ويعاني ما يقدر بنحو خمسة ملايين شخص من مستويات طارئة من الجوع الحاد (المرحلة 4 من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي) بسبب الصراع في مناطق مثل الخرطوم ودارفور وكردفان”.
يأتي هذا في وقت تستعد فيه الأمم المتحدة إلى إطلاق خطتي استجابة إنسانية للسودان – واحدة للنازحين داخليا وأخرى للاجئين في البلدان المجاورة، خلال الأسبوع المقبل- 7 شباط/فبراير- وفقا لما أعلنه يانس لاركيه، المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، خلال حديثه للصحفيين في جنيف، اليوم الجمعة.
يعد برنامج الأغذية العالمي العمود الفقري اللوجستي للاستجابة الإنسانية في السودان، وقد قام بتكثيف المساعدات المنقذة للحياة استجابة للأزمة المتفاقمة، حيث ساعد أكثر من 6.5 مليون شخص منذ اندلاع الحرب.
ومن أجل الوصول إلى الأسر في دارفور، أنشأ برنامج الأغذية العالمي طريقا عبر الحدود من تشاد، حصل من خلاله أكثر من مليون شخص على المساعدات الغذائية. كما استخدمت وكالات أخرى هذا الطريق لتقديم الدعم الذي تمس الحاجة إليه.