الفراعنة الجدد … البرهان وآخرون !!

الاستبداد والبطش والتنكيل هو الذي يربط بين فراعنة السودان الجاري تصنيعهم والفراعنة القدماء ،مع استثناء تلك البصمات التي خلفتها الحضارة الفرعونية علي التاريخ الإنساني من هندسة عمرانية و نظم ري وإدارة وكتابة وتقويم ، وبعد آلاف السنين جاء هؤلاء يتلمسون طرائق الاستبداد بإصدارهم توجيهات الي عمالهم في القانون الجنائي لنجر مواد جنائية تنال كل من يشين سمعة أو يقلل من شأن الذات السيادية أو التشهير بقيادات الجيش الي غيرها من سواجير تطال كل من تحدثه نفسه التعبير بالرسم او الكلمة او باي وسيلة من شانها إشانة السمعة والأضرار بقيادات البلاد .(مشروع قانون يجرم الإساءة لقيادات الدولة والمساس بهيبتها )

محمد موسى حريكة

 

 

 بقلم : محمد موسى حريكة

 

الاستبداد والبطش والتنكيل هو الذي يربط بين فراعنة السودان الجاري تصنيعهم والفراعنة القدماء ،مع استثناء تلك البصمات التي خلفتها الحضارة الفرعونية علي التاريخ الإنساني من هندسة عمرانية و نظم ري وإدارة وكتابة وتقويم ، وبعد آلاف السنين جاء هؤلاء يتلمسون طرائق الاستبداد بإصدارهم توجيهات الي عمالهم في القانون الجنائي لنجر مواد جنائية تنال كل من يشين سمعة أو يقلل من شأن الذات السيادية أو التشهير بقيادات الجيش الي غيرها من سواجير تطال كل من تحدثه نفسه التعبير بالرسم او الكلمة او باي وسيلة من شانها إشانة السمعة والأضرار بقيادات البلاد .(مشروع قانون يجرم الإساءة لقيادات الدولة والمساس بهيبتها )

هكذا صدر هذا التوجيه من الذات السيادية التي أغمضت عينيها وجعلت أصابعها في آذانها قبل عدة أيام حينما قام أحد ربائبهم القانونيين بسب العقيدة وإزدراء القانون وتوجيه عبارات عنصرية لشخصية عامة ولم يكن ذلك همسا او في خلوة (إخوانية) ولكنه عبر القناة السودانية المصادرة مباشرة وحملته الاسافير الي فضاءات الدنيا الواسعة ، وهي الذات السيادية التي تحمي الفلول والإرهابيين الذين يتوعدون الناس بالإرهاب و الويل والثبور .

ها هم الانقلابيون اليائسون القانطون يحاولون إعادة تاريخ الدولة السودانية الي الدولة التركية الخديوية التي سيطرت علي البلاد والعباد تحت رايات الاسلام السياسي كما كانت تبشر بيد وتحصد ثروات البلاد بيد أخري .
إنهم يتوسلون القوانين القمعية التي تمكنهم من بسط نفوذهم غير آبهين بحركة العصر والوعي الذي بدد ظلام تلك الفترات التاريخية التي تجاوزتها الشعوب في بحثها الدائم عن الحرية والانعتاق .

البرهان وجماعته الان يتلمسون سراديب التاريخ المظلمة لصناعة قوانين جنائية تكمم الأفواه التي تقض مضاجعهم علي مدار الساعة وتفضح توجهاتهم وتحصي سكناتهم وفسادهم في ذلك المناخ الشمولي الخانق الذي يحيط بالبلاد .

وحينما تمتد يدهم للبحث عن تلك القوانين فإن الفترة الخديوية هي الأقرب ،فهي التي كانت قوانينها إستنت كما عرف ب (العيب في الذات الملكية) إذ جاء في تلك القوانين أن إهانة الذات الملكية أو العيب في الذات الحاكمة تعتبر جريمة يعاقب عليها كنوع من الخيانة العظمي وتتحقق بفعل أو قول أو كتابة.
البرهان يريد نصا قانونيا لا يقل شأنا من ذلك النص الخديوي الذي قضي بسجن الكاتب مصطفي لطفي المنفلوطي لمدة عام عندما قال شعرا في عودة الخديوي من الاستانةالي مصر قائلا (قدوم ولا أقول سعيد وملك وإن طال سيبيد)هكذا كلفت تلك النبؤءة المنفلوطي عاما من حياته في سجن الخديوي الذي لم يكترث لعجز ذلك البيت الشعري (سيبيد ).

وكذلك المفكر العقاد لم ينج من تلك الذات الملكية حينما طالته أحكامها بالسجن لتسعة أشهر .

أما يبرم التونسي فقد حكم عليه بالنفي خارج مصر في عهد السلطان أحمد فؤاد في الثلاثينيات من القرن الماضي .

إلي أي عهود تريد الذات (البرهانية ) بالعودة بنا الي تواريخ سحيقة وهو وذبانيته يؤمنون بقهر الشعوب الذين ولدتهم أمهاتهم أحراراً
سيقاوم شعبنا تلك القوانين الجنائية التي ينشط الان قضاته في سنها من أجل تكميم الأفواه وسيادة حكم الفرد المطلق.