العيد في أديس أبابا ـ المصدر ـ خاص راديو دبنقا

أديس أبابا – راديو دبنقا – أشرف عبد العزيز

مشاهد لا تُصدق لو وردت إليك من مصدر آخر ولم تكن أنت شاهد العيان والراوي.. في السادسة صباحاً كانت البداية المطر بدأ ينهمر، والشوارع خالية من المارة، والمحلات التجارية مغلقة، سألت أحد الجيران هل بالإمكان أداء صلاة العيد في النادي السوداني بمكسيكو وهي تبعد عنا حوالي 20 كيلومترا؟ بارك لي العيد هو من الطائفة المسيحية وأخبرني بأنه من الصعوبة بمكان الوصول للنادي السوداني لأن الشوارع ستكون مغلقة ولا تسع للمسلمين بعد أدائهم لصلاة العيد، وافقته الرأي لكن توق الصحفي لمعرفة الحقيقة وتكبد المشاق للوصول كانا وراء فضولي وإصراري على الذهاب.

طفل هاي وليد:
من حسن حظي أن وجدت (تاكسي) وافق صاحبه على نقلي لضاحية (هاي وليد) وهي تقع في قلب العاصمة الأثيوبية أديس وبالقرب من (الإستاد الجديد) ومسجد طور سيناء، هذه المنطقة يرتادها السودانيون وفيها كثير من المطاعم السودانية مثل (الطيبات) و(جدة) الذي يعج بالأنس والفكاهة بسبب وجود الدرامي (حسن تسريحة).
في (هاي وليد) وجدت أحد الأصدقاء وكان برفقته طفل يافع سألته هل هذا هو ابنك قال لا واسترسل “دا ولد سارة الحبشية أبوه سوداني وهي مسيحية وهو مسلم” ظننت أنا الحكاية انتهت هنا لكنه مضى مسترسلاً “يا أستاذ تصدق لديها بنت من أثيوبي مسيحية” وأضاف “سارة حريصة على أن يتعلم ابنها تعاليم الإسلام وتقوم بإحضاره لي كل جمعة ليذهب لصلاة الجمعة برفقتي.. هذه القصة تعكس المعنى الحقيقي لتعايش الأديان وتجسد مدى الاحترام المتبادل بين المسلمين والمسحيين أديس أبابا.

منظر يفوق الخيال:
لم يصدق علقي ما رأيته فقد صدق الرجل الذي قال لي هذا اليوم حركة المواصلات فيه منعدمة، لقد فرغ المصلون من الصلاة في مسجد طور سيناء بـ(هاي وليد) وكانت الجلاليب البيضاء على مد البصر في مساحة تزيد عن 10 كيلوميترات، من (هاي وليد) حتى (مكنجنجا) وتعني التقاطع ومحطة المواصلات الرئيسة، ازداد فضولي وذهبت إلى الإستاد المكان الرئيسي لصلاة العيد، وهناك دهشت من الازدحام وكثرة الناس وبحسب زملاء صحفيين أثيوبيين أنه ومنذ ساعة الصباح الباكر توافد المصلون من العاصمة وضواحيها بالتكبير والتهليل وقامت الشرطة الفيدرالية وشرطة أديس بإجراءات مكثفة عند مدخل فيما أغلقت شرطة المرور الطرق المؤدية إليه.. ولكيلا ننسى فعندما عدت الى حيث أقيم شاهد مئات الآلاف في مسجد اقرأ وهم يتبادلون التحايا بعد الصلاة.

النادي السوداني:
يحرص السودانيون خاصة في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا على أداء الصلاة في النادي السوداني وتنظم تنسيقية الجالية السودانية ويتقدم المصلون قيادات التنسيقية وأعضاء البعثة الدبلوماسية بأديس أبابا، وأم الشيخ الزين محمد أحمد صلاة العيد التي أقيمت بدار الجالية السودانية في أديس أبابا، ودعا خلالها شيخ الزين إلى التعافي والتصاقي وأن يعود الأمن والأمان إلى السودان، وكرم أحمد أبوبكر أحد المواطنين الأثيوبيين الشيخ الزين بوشاح تقديراً لحرصه على إمامة المصلين في رمضان (صلاة القيام والتهجد).

مولانا إسماعيل التاج:
في ضاحية (دمبل) بمقاطعة (كراكوس) حرصت مجموعة من الشباب (ثوار – لجان مقاومة – تجمع مهنيين) فضلاً عن قيادات حزبية على تنظيم معايدة بمنزل الأستاذ إسماعيل التاج عضو تجمع المهنيين وبعد تبادل التهاني بالعيد كان الوطن حاضراً، حيث استنكر الحضور ما جاء في خطاب القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان ولاءته الثلاث واعتبروها تنكراً للثورة وعودة مفتوحة لعناصر النظام القديم بل وعودته بكل ممارساته السابقة خاصة بعد الاعتقالات الواسعة التي طالت العديد من النشطاء السياسيين ولجان المقاومة.