السودان يعرض على روسيا قاعدة عسكرية ببورتسودان وامريكا تحذر من العواقب
سفينتان حربيتان إيرانيتان راسيتان بميناء بورتسودان عام 2012_ الصورة لراديو فري يوروب
أمستردام :2 ديسمبر 2025 :راديو دبنقا ووكالات
كشف صحيفة وول ستريت جورنال أن الحكومة السودانية عرضت على روسيا إنشاء أول قاعدة بحرية لها في القارة الأفريقية، في خطوة قد تغيّر ميزان النفوذ في واحد من أهم الممرات البحرية العالمية لكن مسؤولا في الإدارة الأميركية، حذر السودان مما وصفه بـ”العواقب الخطيرة” إذا أقدم على منح قاعدة بحرية عسكرية لروسيا في بورتسودان على البحر الأحمر.
وبحسب مسؤولين سودانيين تحدثوا لصحيفة وول ستريت جورنال ، يشمل العرض اتفاقا يمتد 25 عاما يتيح لموسكو نشر ما يصل إلى 300 جندي و4 سفن حربية، منها سفن تعمل بالطاقة النووية، في بورتسودان أو منشأة بحرية أخرى على البحر الأحمر.
وسيحصل السودان بموجب المقترح على أسلحة متطورة بأسعار تفضيلية، إضافة إلى وعود روسية بالاستثمار في قطاع التعدين، وخصوصاً الذهب الذي يعد أحد أهم موارد الخرطوم الاقتصادية، وفقا لما كشفته وول ستريت جورنال.
وقال المسؤول في الإدارة الأميركية إن “الولايات المتحدة على علم بالتقارير التي تتحدث عن اتفاق بين روسيا والقوات المسلحة السودانية بشأن إنشاء منشأة بحرية روسية على الساحل السوداني”.
وأضاف: “نشجع جميع الدول، بما في ذلك السودان، على تجنّب أي تعاملات مع قطاع الدفاع الروسي، لما قد يترتّب على ذلك من عواقب خطيرة، بما في ذلك احتمال فرض عقوبات على الكيانات أو الأفراد المرتبطين بتلك التعاملات”.
وحذر المسؤول الأميركي قادة السودان من “أن المضي في إنشاء مثل هذه المنشأة أو أي شكل آخر من أشكال التعاون الأمني مع روسيا سيؤدي إلى زيادة عزل السودان، وتعميق الصراع الحالي، وتعريض المنطقة لمزيد من عدم الاستقرار”.
وترى صحيفة وول ستريت جورنال أن الموقع يمنح روسيا موطئ قدم إستراتيجياً يطل مباشرة على خطوط التجارة المتجهة عبر قناة السويس، التي يمر عبرها نحو 12% من التجارة العالمية، مشيرة إلى أن وجودا كهذا سيمنح البحرية الروسية قدرة أكبر على مراقبة الملاحة، وتمديد عملياتها في البحرين الأحمر والمتوسط والمحيط الهندي، وهي قدرات تفتقر إليها حالياً بسبب محدودية موانئ الإمداد الدائمة.
ونسبت الصحيفة لمسؤول أميركي كبير تحذيره من أن وجود قاعدة روسية في بورتسودان أو ليبيا “قد يوسّع قدرة موسكو على استخدام القوة ويسمح لها بالعمل دون رادع”، في حين رأى اللواء المتقاعد مارك هيكس، القائد السابق للقوات الخاصة الأميركية في أفريقيا، أن القاعدة “تعزز مكانة روسيا الدولية وتوسع نفوذها”.
وبحسب الصحيفة، اقترح المجلس العسكري السوداني على المسؤولين الروس، خلال أكتوبر، اتفاقاً مدته 25 عاماً يمنح موسكو حق نشر ما يصل إلى 300 جندي، وإرساء 4 سفن حربية، بينها سفن تعمل بالطاقة النووية، في ميناء بورتسودان أو منشأة أخرى على البحر الأحمر لم يُكشف عنها بعد، وفق ما نقلته الصحيفة عن مسؤولين سودانيين.
وأشارت إلى أن الكرملين كان سيحصل أيضاً على أولوية الوصول إلى امتيازات تعدين مربحة في السودان، ثالث أكبر منتج للذهب في إفريقيا.
وذكرت “وول ستريت جورنال” أن موقع بورتسودان، في حالة إتمام الاتفاق، سيتيح لروسيا مراقبة حركة الملاحة من وإلى قناة السويس، الممر الحيوي الذي يربط بين أوروبا وآسيا، ويمر عبره نحو 12% من التجارة العالمية.
وفي المقابل، كان الجيش السوداني سيحصل على منظومات دفاع جوي روسية متقدمة وأسلحة أخرى بأسعار تفضيلية، بينما يخوض حرباً ضد قوات الدعم السريع.
يأتي هذا التطور في ظل تراجع نفوذ موسكو في أفريقيا منذ تفكك مرتزقة فاغنر بعد تمرد مؤسسها ووفاته المفاجئة عام 2023، مما دفع الكرملين إلى البحث عن ترتيبات أكثر رسمية لتعزيز وجوده العسكري والاقتصادي.
وكانت روسيا قد دعمت في البداية قوات الدعم السريع واستفادت مقابل ذلك من الوصول إلى بعض مواقع الذهب، لكن تبدّل الاصطفافات دفعها لاحقاً للانحياز إلى حكومة الخرطوم، وفقا للصحيفة.
ومن ناحية أخرى، وجد الدعم السريع أن الدعم الروسي لهم لم يكن كافيا، فبادروا بإجراء اتصالات مع أوكرانيا، ويقول مسؤولون سودانيون وقادة بالدعم السريع إن ذلك دفع روسيا إلى التوجه نحو حكومة الخرطوم.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين حاليين وسابقين معنيين بالشأن السوداني قولهم إن إيران ومصر وتركيا زودت الجيش السوداني بمسيرات، لكن الخرطوم رفضت العام الماضي مقترحًا بإنشاء قاعدة بحرية تسيطر عليها طهران لتجنب عزلة قد تفرضها عليها واشنطن وتل أبيب، وفقًا لمسؤولين سودانيين.
ويرى التقرير أن سعي الخرطوم لتثبيت اتفاق مع موسكو يعكس حاجتها الماسة لرافعة دولية جديدة، رغم إدراكها أن خطوة كهذه قد تزيد من تعقيد علاقاتها مع واشنطن وحلفائها.


and then