السودان.. عيد ثالث على وقع الرصاص ودوي المدافع

أمستردام: 10 ابريل 2024: راديو دبنقا

أصيب الطبيب محمد عبد الرحمن المتطوع في غرفة طوارئ معسكر ابوشوك بالفاشر صباح اليوم الأربعاء أول أيام عيد الفطر المبارك بطلق طائش في فروة الراس.

وقال النازح إسماعيل خريف لراديو دبنقا إن النازحين بمعسكر أبو شوك استيقظوا، صبيحة العيد، على أصوات الرصاص والذخيرة، وقال إن جميع المتحاربين بدأوا في إطلاق الذخيرة دون أن يتم معرفة ما يجري، وقال إن الطبيب أصيب بطلق ناري اثناء قدومه لمركز “آي آر سي” لمباشرة عمله مشيراً إلى أنه في حاله مستقرة.

وبحسب منصة الناطق الرسمي باسم الحكومة، فإن الارتكازات العسكرية في مواقع المدينة المختلفة أطلقت أعيرة نارية كثيفة قبل أداء الصلاة ابتهاجاً بقدوم العيد، وفي نفس الوقت حذرت قوات الدعم السريع من الاقدام على إفساد المناسبة وتعكير صفو الصلاة.

إلى ذلك أدى المصلون بأحياء مدينة الفاشر صباح اليوم صلاة عيد الفطر المبارك من داخل المساجد والساحات والشوارع وخرج آلاف المصلين من الرجال والنساء، والأطفال يتدافعوا منذ الصباح رغم ظروف الحرب.

وتشهد مدينة الفاشر اشتباكات مستمرة بين الجيش والدعم السريع، كما تشهد قصفاً جوياً متكرراً.
ويعتبر العيد الحالي هو الثالث من نوعه الذي يمر على البلاد في ظل الحرب التي اندلعت في 15 ابريل من العام الماضي.

قصف ومعارك

وفي الخرطوم، شنت قوات الدعم السريع قصفاً مدفعياً عنيفاً على قاعدة كرري العسكرية صبيحة أول يوم للعيد، بينما أدى عدد محدود من المصلين في مساجد أمدرمان القديمة مثل مسجد ودنوباوي، حيث سيطر الجيش مؤخراً على الحي.
وفي ولاية الجزيرة، تواصلت المعارك العنيفة باتجاه محوري غرب سنار والمناقل بين الجيش والدعم السريع وسط إعلان كل طرف تقدمه.

القضارف: عيد ما بعد القصف

وفي ولاية القضارف التي وصلها فجر اليوم لآداء صلاة العيد، جدد  رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ، جدد العهد بالقضاء على قوات الدعم السريع.

وقال البرهان لدى مخاطبته مواطني منطقة أم شجرة بولاية القضارف، أن الجميع أدركوا بأن هذه المليشيا يجب أن يتم القضاء عليها تماماً، وبعث بتطمينات للمواطنين بأن القوات المسلحة بمساندة المقاومة الشعبية والمستنفرين قادرة على إنهاء قوات الدعم السريع ودحرها.

ووصل البرهان ولاية القضارف فجر اليوم في زيارة خاطفة لتفقد الأحوال الأمنية في أعقاب القصف الذي تعرضت له بأربعة مسيرات من جهات مجهولة، إلا أن خطاب البرهان ألمح بضلوع قوات الدعم السريع.

وأوضح البرهان أن الشعب أدرك من خلال معايشته لمعركة الكرامة من الذي يقف معه في الداخل والخارج وعلم أيضا من الذي خانه ويقف ضده، وقطع بأن أي شخص وقف ضد الشعب لن يكون له دور في إدارة الدولة السودانية مستقبلا” مؤكدا أن الدولة لن يديرها الا الذين صمدوا أمام ظلم وإنتهاكات قوات الدعم السريع. وأضاف بقوله أن العيد القادم إن شاء الله سيكون بدون قوات الدعم السريع أو أي مرتزقة.

وأقر البرهان بأن أهل الشرق لديهم قضايا عادلة وأضاف ” نحن على علم بها وسنعمل على حلها ومعالجتها” وأكد البرهان ثقته الكبيرة في نصر قريب، مبيناً أن المعركة ضد قوات الدعم السريع ستنتهي بإنتصار القوات المسلحة.

وفي مواقع مختلفة من مدن وأحياء الولاية، أدى المواطنون صلاة العيد وسط إجراءات أمنية مشددة وارتكازات في الطرق الرئيسية وعمليات تفتيش ومطالبة للمارة بإبراز البطاقات، وذلك بعد قصف عدد من المواقع في المدينة بالمسيرات أمس الثلاثاء ما أدى لإصابات لعدد من المواطنين.
وقال بشير الصادق مدير منظمة ليزنفو لراديو دبنقا إن المدينة شهدت حركة محدودة، مع صباح أول يوم للعيد، وإن الأطفال يواصلون لعبهم بحذر شديد حيث تلاشت الفرحة المعهودة للعيد. مبيناً إن عدداً كبيراً من المواطنين أسرعوا بالعودة إلى منازلهم بعد صلاة العيد بينما فضل آخرون عدم تأدية الصلاة في المساجد تحسباً لخطورة الأوضاع.

وقال إن النازحين في المدينة يعيشون حالة من الاضطراب والتوتر، بعد حادث القصف بالمسيرة، حيث تحرك بعضهم صوب مدينة كسلا أو إلى المدن الأخرى في الولاية مثل دوكه والشواك بينما يفكر آخرون في العودة إلى الجزيرة رغم صعوبة الحركة، وأشار إلى تحليق طيران عسكري في سماء المدينة صباح العيد وسط حالة من الرعب والذعر من اطلاق الألعاب النارية. وزار رئيس مجلس السيادة صبيحة العيد ولاية القضارف.

نيالا.. عيد وسط الركام
وفي نيالا بولاية جنوب دارفور، أدى المواطنون صلاة العيد في عدد من الساحات العامة، بينما سيطر الحزن على سكان المدينة وهم يحتفلون بعيد الفطر المبارك وسط ركام المباني والمنازل المدمرة بسبب المعارك التي دارت في المدينة بين الجيش وقوات الدعم السريع، انتهت بانسحاب الجيش من المدينة، لكن ما يزال سلاح الجو التابع للجيش السوداني يستهدف المدينة.

وقال المواطن محمد آدم لراديو دبنقا أن العيد حل ولم يتذوقوا طعمه نسبة للحرب وما خلفه من إزهاق للأنفس والدمار والخراب الذي حل بالمدينة، مضيفاً أنهم أدوا صلاة العيد وعادوا الي منازلهم، وسط حزن شديد يخيم على الجميع.
وأشار الي أن سكان المدينة يعيشون في حالة من الخوف والارتباك خوفاً من قصف الطيران الحربي الذي يأتي بدون مواعيد، داعياً الي وقف الحرب لينعم الجميع بالأمن والسلام.

لا صلاة في الساحات

في شرق دارفور، اضطر المصلون بمدينة الضعين عاصمة شرق دارفور لأداء صلاة العيد داخل المساجد لأول مرة في تاريخ المدينة خوفاً من الغارات الجوية التي ظل يشنها الطيران الحربي التابع للقوات المسلحة.

وقال الصحفي محمد صالح البشر من مدينة الضعين لراديو دبنقا ان لجنة امن الولاية أصدرت أمس توجيهات لمواطني الولاية بأن يأدوا صلاة العيد داخل المساجد تحسباً للغارات الجوية التي ظل يشنها الطيران الحربي على المواطنين بولايات دارفور.

وذكر البشر انه من المؤسف ان يضطر المواطنون الى اداء صلاة العيد داخل المساجد، تخوفاً من أن يشن عليهم الطيران الحربي غاراته اثناء الصلاة.

وكثف سلاح الجو التابع للقوات المسلحة السودانية في الآونة الأخيرة طلعاته الجوية وغاراته على مدن وقرى دارفور الأمر الذي أدى الى سقوط عشرات المواطنين وتدمير اعداد كبيرة من منازل المواطنين والمؤسسات والمرافق الخدمية.
كما أصدرت حكومتا ولايتي كسلا وعطبرة قرارات بأداة صلاة العيد داخل المساجد.

دعوة لوقف الحرب

وفي غرب ووسط دارفور أدى المصلون صلاة العيد في الساحات العامة، دعا والي غرب دارفور المكلف تجاني كرشوم في كلمة رصدها راديو دبنقا دعا طرفي الحرب لوقف القتال والعودة إلى طاولة التفاوض حقنا للدماء مبيناً إن الولاية تشهد استقراراً بعد الأحداث الدامية التي شهدتها خلال العام الماضي. واشاد بدور الأجهزة الأمنية والمبادرات المجتمعية المتعددة استمرارية تعزيز السلام والمحافظة على القليل من الخدمات. ودعا لنشر التعايش.

إجراءات مشددة
وفي ولاية النيل الأبيض أدي عضو مجلس السيادة نائب القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي، ووالي النيل الابيض عمر الخليفة عبد الله صلاة عيد الفطر المبارك مع القوات المرابطة في ارتكاز منطقة حماري بمحلية ربك علي الطريق الرابط بين ولايتي النيل الأبيض وسنار .

وتعهد الكباشي خلال مخاطبته القوات باقتراب ساعة النصر وقال إن القوات المسلحة تتقدم بثبات في كل محاور العمليات وأن هنالك انتصارات كبيرة تتحقق في الميدان . ودعا القوات لعدم الالتفات لاشاعات وأكاذيب العدو .وقال ” هذا كله فرقعة هواء للهزائم المتتالية التي تلقتها قوات الدعم السريع في أرض المعركة”.

وجدد الكباشي ثقته في الله والقوات المسلحة والشعب السوداني في حسم “المعركة اللعينة” التي قال بأنها فرضت على الوطن والمواطن وتعهد للفريق البرهان بأن تماسيح بحر ابيض جاهزة للحفاظ على أمن وسلامة البلاد .

واحتفل مواطنو ولاية النيل الأبيض، بعيد الفطر المبارك، وسط إجراءات أمنية مشددة سائلين المولي عز وجل أن يعيده على السودان بالأمن والاستقرار والسلام.
وقال المواطن الطاهر علي من مدينة ربك بولاية النيل الأبيض لـ”راديو دبنقا” إن المواطنين بالولاية احتفلوا بعيد الفطر المبارك وسط إجراءات أمنية مشددة في مداخل ومخارج الولاية، مشيراً الي أن مدن وقري الولاية لم تسجل أي حالة انفلات أمني والجميع احتفلوا بالمناسبة دون أي مشاكل، لكنه قال إن العيد أصبح بلا طعم نسبة للحرب الدائرة التي امتدت لعام كامل، وأوضح أن الأسواق خفت فيها حركة المتسوقين نسبة لسفرهم لخارج مدن ربك وكوستي للاحتفال مع أقاربهم بالمناسبة،
وفي الدمازين، أدى مالك عقار اير نائب رئيس مجلس السيادة صلاة عيد الفطر المبارك بقيادة الفرقة الرابعة مشاة بالدمازين حاضرة اقليم النيل الأزرق يرافقه حاكم إقليم النيل الازرق الفريق احمد العمدة و اعضاء حكومة الإقليم .

وفي جنوب كردفان، قال مدير الشؤون الدينية امام وخطيب المسجد العتيق بابكر محمد صالح، المصلين فى خطبة العيد بميدان الحرية بكادقلي، الى الابتعاد عن الجهوية ونبذ خطاب الكراهية واستبداله بخطاب المرونة والجمال، وأكد أن الوطن يسع الجميع بجانب مطالبته لمحاربة الشائعات التي قال بأنها تفشت واصبحت ظاهرة مدمرة للقيم والاخلاق

.
وأوصى إمام المسجد العتيق، أهالي جنوب كردفان بالوحدة والعمل على رتق النسيج الاجتماعي وتعزيز السلام المجتمعي والتصدي للظواهر السالبة التي تحاول فتك وشق المنظومة.
وتقول هيئة شئون الأنصار في خطبة العيد الموحدة إن الهيئة ما كان لها أن تحتفل بالعيد في ظل الظروف الحالية، مشيرة إلى أن الحسرة دخلت كل بيت بسبب الحرب. ويتساءل مراقبون هل تفلح هذه الدعوات والمناشدات في طرفي الحرب بوقف القتال؟