لاجئون في معسكر باقليم الأمهرا في اثيوبيا- مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين

أديس أبابا:8 فبراير 2024-راديو دبنقا

تدافع عدد كبير من السودانيين إلى مقر إدارة الهجرة الإثيوبية في أديس ابابا، منذ مطلع الأسبوع الجاري، بعد صدور قرار من السلطات، نهاية الأسبوع الماضي، بإعفاء السودانيين الذين فروا إلى اثيوبيا جراء الحرب من متأخرات وغرامات الإقامة خلال الأشهر السابقة، ومنحهم إقامة مجانية لمدة ثلاثة شهور لتوفيق أوضاعهم، على أن يغادروا بعد ذلك خلال عشرة أيام مع سداد 100 دولار كرسوم تأشيرة الخروج.

وقال مناضل الطيب المبارك السكرتير الثقافي للجالية السودانية في اثيوبيا لراديو دبنقا إن السلطات الإثيوبية أعطت الأولوية في الإجراءات خلال الأيام الماضية للذين يرغبون في مغادرة أراضيها مما سبب حالة من الارتباك وسط السودانيين بشأن تفسير القرار. وأشار إلى إرجاء إجراءات السودانيين الذين يفضلون البقاء خلال الفترة لنحو ثلاثة أسابيع.

وحسب احصائيات المفوضية السامية لشئون اللاجئين الأممية فإن أكثر من 100 ألف شخص عبروا الحدود إلى إثيوبيا من السودان، منذ اندلاع الحرب من بينهم نحو من 47,000 لاجئ وطالب لجوء.

ويقدر مناضل الطيب المبارك السكرتير الثقافي للجالية السودانية في اثيوبيا لراديو دبنقا عدد السودانيين الذين دخلوا إلى اثيوبيا بعد اندلاع الحرب ومازالوا فيها حتى الآن بنحو 60 ألف شخص، وإنهم كانوا يعانون جراء رسوم الفيزا الشهرية التي تبلغ 100 دولار لكل شخص.

مقابلات سابقة حول أوضاع السودانيين في اثيوبيا

تباين حول القرار

من جهته، وصف رئيس الجالية السودانية في اثيوبيا خالد كرم في حديث لراديو دبنقا القرار الإثيوبي بالإيجابي، وإنه يمنح السودانيين فرصة لتوفيق أوضاعهم، وأرجع عدم تجديد عدد كبير من السودانيين للفيزا الشهرية لانتهاء صلاحية جوازات سفرهم، مبيناً أن إدارة السجل المدني في السودان أرسلت وفداً إلى اثيوبيا وجددت جميع جوزات السفر.

وأوضح كرم إن القرار السابق كان ينص على مغادرة الأراضي الاثيوبية بعد ستة أشهر، ولكن القرار الجديد يتيح للذين مكثوا 6 أشهر البقاء لثلاثة شهور إضافية. وناشد السلطات الاثيوبية بمراعاة ظروف الذين لم يتمكنوا من الخروج من البلاد، وقال إن القرار يوفر فرصة إيجابية.

ولكن أحد السودانيين الذين عبروا الحدود إلى اثيوبيا بعد الحرب وصف في حديث لراديو دبنقا القرار بأنه غير إيجابي وسيئ ولم يراع ظروف السودانيين الذين فروا جراء الحرب إلى اثيوبيا. ويشير إلى أن وضع السودانيين سيكون مجهولاً بعد نهاية فترة السماح  التي تبلغ مدة ثلاثة أشهر. وقال إن إجراءات سفر السودانيين الذين يرغبون في المغادرة إلى دولة أخرى ربما تستغرق أكثر من ثلاثة أشهر.

أوضاع قاسية

وبشأن أوضاع السودانيين في اثيوبيا، أشار مناضل الطيب المبارك السكرتير الثقافي للجالية السودانية في اثيوبيا لراديو دبنقا إلى تفاقم معاناة السودانيين جراء التجديد الشهري للفيزا وعدم الإلمام بثقافة البلد، وقال إن السكن المناسب عالي التكلفة، والسكن الرخيص في أطراف المدينة غير مناسب للسودانيين، بجانب عدم قدرتهم على التحرك بالمواصلات العامة بسبب عدم الإلمام باللغة مع ارتفاع تكاليف استخدام عربات الأجرة.

ويشكوا أحد السودانيين الفارين من الحرب إلى اثيوبيا في حديث لراديو دبنقا من سوء أوضاعهم، خاصة مع عدم السماح لهم بالعمل مما اضطرهم للاعتماد على تحويلات أقاربهم في الخارج. ونبه إلى أنهم يسكنون في الفنادق بسبب ارتفاع إيجارات الشقق، وقال إن عدم وجود مطابخ في غرف الفنادق يزيد من تكاليف المعيشة.

وبشأن معاملة السلطات الإثيوبية للسودانيين قال إنهم يتعرضون للضرب في إدارة الهجرة ولكن المواطنين الاثيوبيين يتعاملون باحترام مع السودان.

عدم السماح بالعمل

وبشأن عدم السماح للسودانيين بالعمل، يقول مناضل إن القانون الاثيوبي لا يسمح للقادمين بالفيزا السياحية بالعمل، كما لا يسمح للمقيمين بالعمل إلا في حالات معينة وهي القادمين بتأشيرة العمل والاستثمار، كما يسمح للمستثمرين السودانيين بتخصيص فرص عمل محدودة للعمال السودانيين، وأكد إن القانون لا يسمح حتى للسوداني المتزوج من اثيوبية بالعمل ويستثني السودانيين من أصول اثيوبية.

 وبشأن سماح السودان للاثيوبيين بحرية التنقل والعمل، قال مناضل إن السلطات الإثيوبية ترى بأن هذا قانون اثيوبي لا يمكن تجاوزه، ومن حق السودان اتخاذ ما يريد من قرارات وقوانين، وأشار إلى ضعف فرص العمل في اثيوبيا.

انتقادات ودفاع

وانتقد عدد من السودانيين في اثيوبيا السفارة السودانية في أديس أبابا واتهموها بعدم القيام بدور واضح، وعدم الاهتمام بتفاصيل معاناتهم، وإنها لم تقدم لهم المساعدة في ظل ظروف الحرب الحالية باستخدام علاقاتها مع السلطات الاثيوبية.

ولكن مناضل الطيب السكرتير الثقافي في الجالية، أكد لراديو دبنقا إن الجالية السودانية قدمت مساهمات معقولة حيث ساهمت في إعادة بعض السودانيين إلى كسلا والقضارف ومدينة اصوصا الاثيوبية كما ساهمت في تكاليف علاج المرضى بالمستشفيات، بجانب تقديم نصائح بالخروج صوب ارض الصومال ويوغندا ورواندا لسهولة تقديم طلبات اللجوء الإقامة وسهولة الحياة والتعليم، وقال إن القرار الأخير جرى نتيجة لجهود كبير بذلتها الجالية.

وناشد عدد من السودانيين في اثيوبيا في حديث لراديو دبنقا السفارة السودانية بالاهتمام بتفاصيل معاناة مواطنيها، كما ناشد السلطات الاثيوبية بالتعامل الإيجابي.

طلبات اللجوء

وبشأن أسباب عدم تقديم السودانيين طلبات اللجوء، قال مناضل لراديو دبنقا إن طلبات اللجوء لا يمكن تقديمها إلا في المعسكرات في المتمة وأصوصا مشيراً إلى تردي الأوضاع في معسكرات المتمة، وبينما يعد معسكر شركوالي في اصوصا أفضل قليلاً.

وأوضح أن معسكرات المتمة غير مهيئة لإقامة اللاجئين وهي تقع في منطقة تم تسويرها، وإن عدد كبير من السودانيين لم يحتملوا الوضع وغادروا إلى اديس أبابا.

وحسب تقارير مفوضية اللاجئين الأممية، تستضيف السلطات الإثيوبية اللاجئين السودانيين وطالبي اللجوء في معسكري كومر واولالا بإقليم الأمهرا بجانب مركز ثالث في إقليم بني شنقول.

وخلال الأيام الماضية، زار المفوض السامي للاجئين، معسكرات اللاجئين في منطقة بني شنقول-غوموز، حيث التقى ببعض من أكثر من 20,000 لاجئ وطالب لجوء يتم استضافتهم حالياً في مركز عبور الكرمك.

خلفيات

وقال مناضل إن المنافذ المتاحة للسودانيين عند اندلاع الحرب كانت مصر واثيوبيا وتشاد وارتريا، وإن أغلبية المواطنين من الوسط والشرق يفضلون الدخول إلى اثيوبيا والعبور منها إلى دول أخرى، وأوضح إن السودانيين دخلوا بمعبري المتمة وأصوصا، حيث يمنح الذين دخلوا إلى البلاد عبر معبري المتمة واصوصا الفيزا لمدة شهر ب80 دولار على أن يتم تجديدها شهريا مقابل سداد 100 أشهر، وأوضح إن السودانيين كانوا يتوقعون استمرار الحرب لفترة اقضاها شهرين.

وحسب احصائيات وكالات الأمم المتحدة فإن أكثر من 1.7 مليون لاجئ وصلوا إلى دول الجوار خاصة تشاد ومصر وجنوب السودان واثيوبيا وافريقيا الوسطى.