الدولار يواصل الصعود رغم التحويلات النقدية الضخمة من الخارج

يتواصل ارتفاع الدولار مقابل الجنيه السوداني - المصدر اليوم الجديد

بورتسودان: الأربعاء :10/ أبريل/2024: راديو دبنقا

نشطت حركة التحويلات النقدية ،مع حلول عيد الفطر المبارك، هذه الأيام بزيادة كبيرة خاصة من المغتربين، في الدول العربية ودول المهجر، عبر تطبيق بنكك وفوري وغيرها. وتشهد التحويلات من خارج السودان تزايدًا، في ظل توقف الكثير من السودانيين عن العمل ونزوح ما لا يقل عن 8 مليون و500 ألف إلى الولايات جراء الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل من العام الماضي، ما اضطر كثير من السودانيين الاعتماد على التحويلات الخارجية من الأقارب والأصدقاء.

لكن صحب حركة التحويلات النقدية تراجعاً مريعا في قيمة الجنيه السوداني الذي ظل يشهد هبوطًا يوميًا مقابل الدولار الأمريكي، بسبب الأزمة الاقتصادية الناجمة عن الحرب بين طرفي الصراع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

تحويلات خارج الدولة:

وقال مصدر بإحد المصارف لـ”راديو دبنقا” فضل حجب هويته، قبل الحرب بصفة عامة كان حجم التحويلات بكميات مقدرة، ولكن الآن كل التحاويل خاصة التي كانت ترد للمنظمات أصبحت شحيحة والشاهد على ذلك ندرة العملة الصعبة نفسها بالبنوك.

بينما قلل الخبير المصرفي عمر سيدأحمد في حديثه لـ”راديو دبنقا” من حركة التحاويل هذه رغم ضخامتها، بقوله أن الدولة لا تستفيد من تحويلات المغتربين، لأنها تتم خارج النظام المصرفي وحتى ما يتم عبر بنكك وفوري وغيرها، لا يعني الدولة في شئ، إنما يعود لبنك مملوك لتنظيم جماعة المؤتمر الوطني المحلول ورئيس مجلس إدارته فضل محمد خير، بالشراكة مع ” بنك دبي الإسلامي “، والبقية تصل عبر صرافات خاصة إحداها مملوكة لمدير جهاز الأمن والمخابرات السابق صلاح قوش وما يصل عبر تطبيقات فوري التابع لبنك فيصل، وآخر تابع لبنك أمدرمان الوطني وتجار عملة من جماعة المؤتمر الوطني أيضًا.

ويرى الخبير المصرفي عمر سيد أحمد في حديثه لـ”راديو دبنقا” أن الجنيه السوداني تعرض لهزة عنيفة منذ اندلاع الحرب في ابريل من العام الماضي، بفقدان متسارع لقيمته مقابل الدولار بشكل غير معهود بنسبة تجاوزت الـ 100% من قيمته مقابل الدولار الأمريكي. ويقول ارتفع سعر صرف الدولار في السوق الأسود من 600 جنيه قبل الحرب إلى أكثر من 1200 جنيه متوقعا أن يستمر الدولار في الصعود بنفس الوتيرة، وبالتالي لا يوجد تدخلات من الدولة وهي غير ممكنة إيجابًا أو سلبًا، وتساءل من أين لها أن تعالج هذه الأزمة ولاتوجد قروض أو غيره، كما لا تتوفر أي تحويلات من الخارج، مبينا إن التحويلات الجارية لن تنعش السوق أو تؤدي إلى انخفاض.

التحكم في سعر الصرف:

ويعتقد الخبير المصرفي عمر سيدأحمد أن الآلية التي تتحكم في سعر صرف الجنيه السوداني، مقابل الدولار في السوق الموازي “السوق الأسود”، بعد أن أصبح الدولار أو العملات الأجنبية الأخرى سلع تباع وتشترى في الأسواق، هو قانون العرض والطلب.

وردا على سؤال بشأن أماكن أسواق العملة الصعبة، يقول إن الأسواق الأساسية موجودة في الخارج وليس داخل السودان، في دول الخليج، الإمارات والسعودية، مقللاً من تأثير الحرب وعدم الاستقرار على أسواق العملات لكنه يرى من البديهي السؤال عن أين هي عائدات الصادر تحديدًا صادر الذهب في الفترة السابقة، وقال من المفترض أن تؤدي عائدات الصادر لخلق استقرار وتوازن ما بين العرض والطلب بزيادة العرض، وزيادة العملة الأجنبية، وتساءل أين تذهب عائدات الصادر وأين تصرف. خاصة وأن الدولة توقفت عن دعم السلع الأساسية.

الدولة مشتري الدولار:

لكن، كما يشير عمر سيدأحمد ، أن الارتفاع الكبير في سعر صرف الدولار الدولار بالسوق الأسود جاء نتيجة لزيادة الطلب من أجل مقابلة استيراد السلع الأساسية من بترول وقمح وأدوية وسكر، إلى جانب كثير من السلع الاستهلاكية بعد التدمير الذي حدث للصناعة التي ظلت تتمركز في مدن العاصمة والجزيرة.

ويقول الخبير المصرفي عمر سيد أحمد كانت لسنوات عديدة الدولة هي المشتري الأكبر للدولار، وبعد الحرب انضم لها القطاع الخاص، لاستيراد السلع الأساسية وخاصة أن من وصفها بـ “حكومة الأمر الواقع” ظلت تحمّل المستهلك عبء ارتفاع سعر الدولار، بالتغيير المستمر لأسعار المحروقات، وأدى الطلب المتزايد مع ضعف واضح في العرض إلى استمرار ارتفاع سعر الصرف.

ويظل أثر تحويلات المغتربين محدودا للغاية في التأثير على العرض رغم زيادة هذه التحويلات بعد الحرب عن طريق الصرافات الخاصة أو من خلال تطبيقات البنوك ( بنكك وفوري الخ ) لدعم الملايين المتأثرين بالحرب في العاصمة ومدن الأقاليم وفقدان ممتلكاتهم في مقابل الطلب المتزايد.