عمر الدقير رئيس حزب المؤتمر السوداني - الصورة من صفحته علي الفيس بوك


امستردام: السبت: 10/فبراير/2024: راديو دبنقا
حذر رئيس حزب المؤتمر السوداني من فشل جولة المفاوضات بين طرفي الصراع والمزمع عقدها في سويسرا خلال الأيام القادمة، حال تعامل الطرفين بذات ما وصفه باالنهج التكتيكي في المنابر السابقة، في كل من جدة والمنامة. وعبر عن أسفه لما وصفه بالتسويف في الوقت الذي تواصل فيه الحرب القضاء على اليابس واليابس، ورأى أنه لا بديل لإنهاء الصراع إلا عبر حل سياسي سلمي.
وقال الدقير في منشور على حسابه في موقع “X” أن السودانيون يترقبون جولة مفاوضات جديدة بين الطرفين في سويسرا حسب إعلان منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، وأضاف بقوله” كما هو معلوم، انعقدت عدة جولات تفاوض – بين ممثلين للقوات المسلحة وقوات الدعم السريع، بمدينة جدة، السعودية بهدف الوصول لاتفاق وقف إطلاق النار ومعالجة الكارثة الإنسانية، وأعقبتها جولة أخرى انعقدت الشهر الماضي في مدينة المنامة، على شَطِّ البحرين، للوصول لذات الهدف، ولكن في كلا المدينتين بقي الهدف المأمول بعيد المنال”.
واعتبر أن انعقاد اجتماع في سويسرا أو غيرها بنفس ما وصفه بالنهج التكتيكي، توقع أن لايفضي إلى نتائج ملموسة على الأرض، اعتبر أن المفاوضات بهذا النهج الذي وصفه بالفاقد لإرادة السلام الجادة لن تقود إلى اتفاق وقال أن السودانيون سيكونوا في حالة انتظارٍ عقيم، على حد تعبيره.
وعبر رئيس حزب المؤتمر السوداني والقيادي بتنسيقية القوى الديمقراطية والمدنية “تقدم”، عن أسفه لما وصفه بالتسويف لعدم تحديد الطرفين موعدّا للقاء سويسرا وقد أعلنا موافقتهما دون تحديد زمان ومكان اللقاء، وقال إن هذا التسويف يحدث في الوقت الذي تواصل فيه الحرب القضاء على اليابس لأن مساحة الأخضر شَحّتْ لدرجة التلاشي، و نجحت في تحويل السودان إلى “أكبر حالة نزوح في العالم” حسب وصف منظمة الهجرة الدولية.
وأعاد التذكير بتقارير المنظمات الدولية عن ما سببته الحرب من كوارث تمثلت في فقدان أكثر من ١٥ مليون سوداني من حقهم في الرعاية الصحية وفقاً لآخر إفادة من منظمة الصحة العالمية، ووضعت 18 مليون تحت تأثير أزمة غذائية حادة حسب تقديرات برنامج الغذاء العالمى، وعبرعن استيائه بالقول “إنَّ الجوع يتكفل بإرسال طفلٍ بريءٍ إلى القبر – كل ساعتين – بدلاً من المدرسة أو الملعب”.
وإزاء ذلك أشار إلى نبأ مصرع 13 لاجئًا سودانياً قال بأنهم “لحقوا بمن سبقوهم إلى بطون الحيتان في البحر الأبيض المتوسط قبالة الشواطئ التونسية خلال محاولة نزوحهم التراجيدي من واقع الحرب بحثاً عن ملاذٍ آمن وأسباب عيشٍ كريم. وعبر عن حزنه لهذه المآسي وقال “إنه واقعٌ يثقل القلوب بالحزن والأسى، بَيْدَ أنه لا يقتل فيها الأمل ولا يعفي من واجب العمل الجماعي لتحقيق الأمل”.
وشدد على أنه لابديل للحل السياسي السلمي لوقف الحرب في السودان، وأعرب عن تقديره للجهود الدولية والإقليمية الساعية للمساعدة في إنهاء هذا الصراع، لكنه رأى بأن التعويل الأساسي يبقى على إرادة السودانيين التي قال بأنها أنجزت ‫ثورة ديسمبر المجيدة‬ وكل المآثر الوطنية الكبرى في تاريخ السودان.
ورأى رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير أنه ليس هنالك ما يمنع السودانيين، عسكريين ومدنيين، من التلاقي والالتئام بإرادة وطنية خالصة لإنجاز سماه بمأثرة وقف الحرب وتخليص البلاد من ويلاتها وتداعياتها.
وقال “كل ما هو مطلوب قهر سخائم النفوس والتخلي عن مزاعم احتكار الحقيقة والتحلي بالروح النقدية وشجاعة الاعتراف بالأخطاء، وهجران خطاب الكراهية، وتصعيد القيم الإنسانية والوطنية النبيلة لدحض مشروعية فكرة الحرب وهزيمة إرادة قارعي طبولها ودعاة استمرارها” وأضاف: ذلك لصالح الانتصار للوطن باشتقاق مسار سياسي سلمي، على وقع إرادة شعبنا التي عَبّرت عنها ثورة ديسمبر المجيدة، على حد قوله.
وخلص إلى أن الهدف من اللقاء الذي يتطلع إليه يبدأ بوقف إطلاق النار وعودة المواطنين لمنازلهم واستئناف مرافق الخدمات الأساسية للعمل، وإنهاء ما وصفه ببشاعة الانتهاكات والشروع في معالجة الكارثة الإنسانية، ودعا لمخاطبة قضايا الأزمة الوطنية المتراكمة عبر عملية سياسية تطوي صفحة الحروب وتنهي ظاهرة تعدد الجيوش وتضمن تحقيق العدالة وتضع الوطن على درب السلام المستدام والديمقراطية الراسخة والتنمية المتوازنة والنهضة الشاملة.