المتحدث الرسمي بإسم تنسيقية "تقد" بكري الجاك ـ المصدر ـ صفحته في فيسبوك


أبدى الدكتور بكري الجاك، القيادي بتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) أسفه للواقع الذي آلت إليه الأوضاع السياسية والدبلوماسية في البلاد بعد قرار حكومة الأمر الواقع في بورتسودان تجميد عضوية السودان في منظمة الإيقاد. واعتبر الدكتور بكري الجاك في حديث لراديو دبنقا أن هناك أزمة سياسية في البلاد، والحرب في جوهرها أزمة سياسية وبغض النظر عن السرديات التي تطرحها القيادة العسكرية والتي تتراوح ما بين الحديث عن قوة متمردة، ومن ثم انتقلت للحديث عن مليشيا وبعد ذلك بدء التصعيد الشعبي والحديث عما يحدث باعتباره غزو خارجي. وأضاف الدكتور بكري الجاك أن هذا التأرجح خطأ سياسي كبير له تبعاته على البلاد والعباد. بداية هو خطاء في التفكير الإستراتيجي بالنسبة للعسكريين والإسلاميين من خلفهم حيث إن هناك عرف في العمل الدبلوماسي يقول بأن كل كرسي فارغ هو دعوة لخصمك للاستفادة منه فمن الطبيعي ألا تعادي الجميع وألا تحول الأصدقاء إلى أعداء.


وزارة الخارجية تعبر عن المؤتمر الوطني


وشدد القيادي بتنسيقية (تقدم) بأن الإتحاد الأفريقي رغم أنه جمد عضوية السودان منذ انقلاب 25 أكتوبر، لكن مواقفه كان فيها شيء من الإيجابية حيث تم التعامل مع سلطة الفريق البرهان باعتبارها سلطة أمر واقع. في المقابل، رفض منبر جدة التعامل مع ممثلي العسكريين كممثلين للحكومة السودانية، لكن الاتحاد الأفريقي والإيقاد تعاملا مع الشكل الخاص بشرعية الدولة كسلطة أمر واقع. وذهب القيادي (بتقدم) إلى وصف سلوك حكومة الأمر الواقع بالغباء بتحويل الجهات التي بدأت في التعاطف معك وتفهم مواقفك من أصدقاء إلى أعداء لأنهم لم يلبوا كل تطلعاتك في إطار التنازل عن الشرعية. وكان واضحا منذ البداية في منبر جدة أنه بمجرد حدوث تقدم في ملفات السلام والعودة إلى صوت العقل، تصدر وزارة الخارجية بيان أكثر تطرفا يقود لتغيير معادلة المواقف الدولية.
ولم يستبعد دكتور بكري الجاك أن يكون تجميد السودان لعضويته في منظمة الإيقاد وعدم التعامل مع أي مبادرة خارجية لوقف الحرب، شكلا من أشكال الصراع الداخلي بين أطراف سلطة الأمر الواقع. وخطورة ذلك أنه لا توجد حاليا أي صيغة للتعامل مع ما يحدث في السودان، حيث أصبح منبر جدة شبه مجمد بتراجع قيادة الجيش عن توقيع الاتفاق في اخر لحظة. أما الإيقاد، فقد أعدت خارطة طريق وكانت هناك مشروعات مقترحة للقاء مباشر بين الفريق البرهان والفريق دقلو، لكن احتجاج حكومة السودان على بيان قمة الإيقاد التي عقدت في جيبوتي فيه شيء من الغرابة لأن وفد حكومة الأمر الواقع حضر القمة وشارك في فعالياتها وأمن على مخرجاتها قبل أن يتراجع ويحتج على البيان الختامي للقمة وبعد ذلك رفضوا المشاركة في قمة الإيقاد في كمبالا بحجة عدم تطبيق قرارات قمة جيبوتي. وقمة جيبوتي هي نفس القمة التي رفضت حكومة الأمر الواقع قراراتها ببيان مشهور من وزارة الخارجية.


غياب الرؤية السياسية والعسكرية


وأشار القيادي (بتقدم) إلى أن ما يحدث تخبط وعبث وعدم وضوح رؤية، لكن الأسوأ من كل ذلك عدم امتلاك هذه المجموعة حتى لرؤية عسكرية، فهم لم يحددوا ما إذا كانوا يرغبون في الحرب أو ما إذا كان يسعون لصنع السلام. الاستنتاج الوحيد الذي يمكن أن يستخلصه أي متابع أو قارئ حصيف هو أن يكون الهدف الكلي لهذه السيناريوهات هو إدخال البلاد في حرب مفتوحة وفي كل الاتجاهات وإنهاء أي فرص لتحقيق السلام. المخطط الإستراتيجي قد يكون إذا لم تكن قادرا على العودة للسلطة، فلتحرق كل البلاد.


لقاء (تقدم) بقائد الجيش


وحول رد الفريق البرهان على رسالة الدكتور عبد الله حمدوك، رئيس لجنة الاتصال بتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) لعقد لقاء بين قائد الجيش، قال الدكتور بكري الجاك أنه ومنذ البداية كانت المخاوف الأساسية من احتمال أن يتعامل الفريق البرهان مع الدعوة كصيغة للمناورة وإضاعة الوقت وألا يكون جادا ومخلصا في مسألة تحقيق السلام. كل من تعامل مع هذا الرجل في القضايا السياسية والقضايا اليومية يعرف أنه من الصعب أن تصل إلى قناعة في ماذا يفكر، فهو يقول شيء ويفعل شيء آخر ويمكن أن يغير رأيه عشرات المرات في اليوم الواحد. وكان السؤال من البداية هل سيقبل الفريق البرهان الدعوة وأن يكون صادق وجاد في الاستجابة بالنظر للأوضاع السيئة التي وصلت إليها البلاد وأن واقع الحرب مختلف عن واقع المناورات السياسية لأنه مرتبط بحياة الناس ومعايشهم وهذا الواقع فيه موت وفيه سحل وفيه خروج البلاد بالكامل عن سيطرة أي سلطة مركزية محددة.
كنا نعتقد أنه سيتعامل مع الأمر بجدية، لكن المخيف أن البرهان وافق في البداية شفاهة من غير أي التزام مكتوب. وكما تخوف البعض، جاء الرد المكتوب بالتأمين على الموافقة على الجلوس من حيث المبدأ، لكنه وللأسف تعامل مع تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) وكأنها الناطق الرسمي باسم خصمه العسكري على الأرض وقام بوضع شروط هي في الواقع نفس الشروط التعجيزية التي ظلوا يرددونها في كل المحاولات السابقة.


تحقيق مكاسب عسكرية عن طريق التفاوض


ونوه الدكتور بكري الجاك إلى أن منطق الأشياء يقول إنه لا يمكن وضع شروط للتفاوض تشمل الأشياء التي فشلت في تحقيقها عسكريا. الوضع الطبيعي إنك تنخرط في عملية تفاوض للوصول إلى وقف عدائيات والوصول إلى وقف إطلاق نار شامل وأن يتم التوافق على التزامن في تطبيق كل المتطلبات مثل خروج القوات من الأحياء السكنية ومن المدن ومن منازل المواطنين وأن يكون ذلك جزء من شروطهم.إذن ما كان متوقعا يبدو أنه للأسف الشديد في طريقه للحدوث، وأتمنى رغم كل ما يحدث أن تكون للفريق البرهان تصورات مختلفة وأن تكون هذه المواقف هي جزء من الصراع الداخلي بدلا من أن تكون فرصة دعوة (تقدم) هي وسيلة للمناورة وكسب الوقت على حساب حياة الناس ومعاشهم وفرص المستقبل. لأنه في حال التعامل مع هذه الفرصة كمناورة وأنهم مستمرون في الحديث عن حوار سياسي مع كل القوى السياسية لا يستثني أحدا، وهي الصيغة المفضلة لعودة الفلول وبقايا النظام البائد ليلعبوا دور سياسي في الحياة السياسية المستقبلية وهو جزء من المخطط الكلي للبرهان.

السلام مقابل الإفلات من العقاب


وأضاف القيادي (بتقدم) أن السودانيين كانوا مستعدون لسماع هذا الخطاب في حال إذا ما كانت هذه القوة الغاشمة بكل ما ارتكبته من جرائم مستعدة لشراء المستقبل وتتعاون مع جهود وضع البلاد على طريق الانتقال الديمقراطي والاستقرار السياسي وتحقيق السلام وأن تناقش كل القضايا في إطار مشروع وطني شامل وعدالة انتقالية مع مراعاة أن قضايا الحق الخاص لا يمكن لأحد أن يفتي بشأنها. الإفلات من العقاب هو جزء من التاريخ الطويل والمرير في السودان ولا أعتقد أنه بعد هذه الحرب والكلفة الكبيرة التي دفعها السودانيون هناك سبب يدفعهم لقبول هذه المساومة. الحقيقة أنه لم يتبق لهم شيء كما لا يمكن إقناعهم بعد كل هذا القتل وهذه الخسائر بصيغة “أنا مستعد لصنع السلام مقابل ضمان بقائي على رأس السلطة وألا أحاسب على ما فعلته من قبل.”


فراغ سياسي مصنوع


وحول الفراغ السياسي الناتج عن عدم وجود أي مبادرات لحل متفاوض عليه لأزمة الحرب واحتمالات التصعيد العسكري في هذه الظروف، أكد الدكتور بكري الجاك أن (تقدم) تبنت توجها واضحا منذ البداية يقوم على التواصل مع طرفي الحرب وسنواصل بذل جهودنا ونستمر في التواصل مع القوات المسلحة ولن نيأس. سنعيد تجديد الاتصال مع الفريق عبد الفتاح البرهان وقيادة القوات المسلحة بصورة مباشرة وبالرسائل المكتوبة أو حتى عن طريق الاتصالات غير المباشرة مع بعض القادة لحثهم على أن هناك صيغة ما لإنهاء النزاع.
كما سنواصل الاتصالات والحديث مع قوات الدعم السريع للتفكير بجدية في كيفية إنهاء عذابات المدنيين. نحن واعون أن هناك الكثير من الصراعات المعقدة داخل هذه القوات تحول دون السيطرة عليها وهذا ليس بالأمر الجديد. ومن المعروف أنه عند انهيار سلطة الدولة وحدوث الحرب من السهولة لأي فاعل أن يتحرك، هذا لا ينفي أن قوات الدعم السريع ترتكب انتهاكات جسيمة وبشكل ممنهج. هذا لا يعني عدم وجود قوات أخرى لا تتبع لأي من طرفي الحرب وتستفيد من هذا الصراع وربما لديها تحالفات هنا وهناك وهي التي تقوم بعمليات التخريب. ولا يمكن وقف هذه الممارسات بتوجيه صوت لوم وإدانة لجهة. نفس الجهة التي يمكن أن تدين انتهاكات الدعم السريع صباح ومساء، لكن حقيقة الأمر الواقع والشروط الموضوعية التي تتيح ارتكاب هذه الانتهاكات هي هو غياب سلطة القانون وغياب أي سلطة من سلطات الدولة.

أزمة سياسية في البلاد

أبدى الدكتور بكري الجاك، القيادي بتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) أسفه للواقع الذي آلت له الأوضاع السياسية والدبلوماسية في البلاد بعد قرار حكومة الأمر الواقع في بورتسودان تجميد عضوية السودان في منظمة الإيقاد. واعتبر الدكتور بكري الجاك في حديث لراديو دبنقا أن هناك أزمة سياسية في البلاد، والحرب في جوهرها أزمة سياسية وبغض النظر عن السرديات التي تطرحها القيادة العسكرية والتي تتراوح ما بين الحديث عن قوة متمردة، ومن ثم انتقلت للحديث عن مليشيا وبعد ذلك بدء التصعيد الشعبي والحديث عما يحدث باعتباره غزو خارجي. وأضاف الدكتور بكري الجاك أن هذا التأرجح خطأ سياسي كبير له تبعاته على البلاد والعباد. بداية هو خطاء في التفكير الإستراتيجي بالنسبة للعسكريين والإسلاميين من خلفهم حيث إن هناك عرف في العمل الدبلوماسي يقول بأن كل كرسي فا…


العمل على ثلاثة مستويات


قال الدكتور بكري الجاك، القيادي بتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) في حديث مطول لراديو دبنقا، أنهم يعملون على ثلاث مستويات لمواجهة حالة الفراغ السياسي السائدة في السودان الان بسبب الحرب. مستوى التواصل مع قيادة قوات الدعم السريع للاستمرار في الدعوة لحماية المدنيين والابتعاد عن المدن والمناطق التي لا تتواجد فيها قوات عسكرية حيث لا يفترض أن تحدث فيها اشتباكات أو الإصرار على دخولها والسيطرة عليها. ما حدث في الأبيض وفي بارا مؤشر إيجابي إلى أن هناك مدن لا تحتاج إلى السيطرة عليها لعدم تواجد أي قوة عسكرية فيها. هذ هو المنهج المفترض اتباعه. كما سنواصل حث قوات الدعم السريع على أن لا ضرورة للتصعيد العسكري في الوقت الحالي إذا توفرت فرص للضغط الدبلوماسي.
سنواصل الحديث مع القوات المسلحة ولن نيأس من احتمال استجابتهم في لحظة ما. وسنعمل على مستوى آخر بالتواصل مع جماهير الشعب السوداني ومحاولة إقناعهم بعدم الانخراط في المحارق الإثنية والعرقية التي يتم الإعداد لها يوميا وما يحدث في نهر النيل والشمالية وولايات الشرق أمر مخيف لأنه يستهدف أبناء دارفور.
بالمقابل الحشد الإثني والعرقي وسط المجموعات العربية في دارفور والتعامل مع هذه الحرب كحرب وجودية، هذا أيضا منهج مرفوض. على مستوى العمل الجبهوي سنعمل مع جماهير الشعب السوداني من موقع الحرص على ألا تكتسب هذه الحرب أي من السرديات الموضوعية وأن تستمر.
مناطق آمنة محمية دوليا
وطبعا سنواصل التواصل مع الإقليم ودول الجوار والمنظمات الإقليمية والدولية، سنتواصل مع الإيقاد والاتحاد الأفريقي وكذلك الأمم المتحدة عن طريق المبعوث الخاص للأمين العام، رمطان العممارة، والاتحاد الأوربي. لقد آن الأوان لتفكير جدي حول مناطق آمنة ومحمية دوليا. ومن الممكن التفكير في ثلاث مناطق في جنوب السودان وشمال شرق السودان وشمال غرب السودان مربوطة بحدود السودان مع بعض دول الجوار، مصر وجنوب السودان وتشاد، توفر مناطق للنزوح خصوصا إذا استمرت هذه الحرب ووصلت ولايات الشرق ولم يعد هناك مكان آمن في السودان. لن تكون أي دولة قادرة على استقبال 30 مليون سوداني نازح وإذا لم يتوفر حل سياسي للصراع العسكري في وقت قريب، فمن الواجب التفكير في ممرات آمنة وأماكن لنزوح المدنيين ووصول المساعدات الإنسانية ومن ثم مواصلة الضغط الدبلوماسي على سلطة الأمر الواقع في الخرطوم أو بورتسودان وأينما ما كانت لأن الواقع لا يمكن أن يكون بهذا التطرف وأن ترفض كل الحلول السلمية وفي نفس الوقت لا تمتلك تصور لأي حلول بما فيها الحلول العسكرية. الآن تطالب المدنيين بالقيام بالواجب العسكري وتدفعهم إلى المحرقة.


إحساس زائف بالنصر


هذه هي المستويات الثلاث التي ستعمل عليها (تقدم) ونتعشم أن يكون كل هذا التعنت وفي لحظة ما هو شكل من أشكال المناورة السياسية وأن تستجيب سلطة الأمر الواقع لما هو موضوعي وما هو عقلاني. إذا لم تكن تمتلك خيارات أن تقاتل وأن تكسب على الأرض، عندك خيار تحقيق السلام بشكل من أشكال الشجاعة، في هذه اللحظة ما في أشجع من أن تقبل بتحقيق السلام في البلاد بعيدا عن أهواء النصر العسكري والإحساس بالنصر الزائف والذي سيكون بدون قيمة للمواطنين السودانيين النازحين والمشردين بالملايين ويفترشون العراء ويلتحفون السماء.
المواطن ليس مهتما بالنفخة الكاذبة وحديث العسكريين، البرهان وأصدقائه، ما يهمهم أن يستقروا ويجدوا مكان آمن ويعيشوا حياة كريمة. صوت العقل يتطلب النزول والقبول بما هو صحيح عبر البحث عن صيغة لتحقيق السلام لأن هذه الحرب لا منتصر فيها، حتى لو استعاد الجيش زمام المبادرة العسكرية وأصبح لديه مجندين.
الحقيقة الموضوعية لأي خبير بالشأن العسكري في ظل واقع مثل الدولة السودانية وبحدود مفتوحة، لا أعتقد أن هناك جهة تستطيع فرض سلطة مركزية كاملة قابضة على الدولة وهو ما لم يحدث في السودان على مر السنين. إذن الواضح أنه لن يكون هناك نصر حاسم لأي جهة وأن لا وجود لدولة مركزية قابضة ومهما أطلنا أمد هذه الحرب وبغض النظر عن السيناريوهات والتصورات، الشيء الوحيد المؤكد هو استمرار المعاناة وشظف العيش والمجاعة والتشرد، ومن الناحية العسكرية لن تكون لطرف اليد العليا.
متى ما وصل الناس إلى هذه القناعة سيكون هناك تفكير جدي في البحث عن الأدوات السلمية وتوظيف الجهد الإقليمي والدولي المتاح الآن. ومن الأشياء التي سنعمل عليها ألا تستجيب الإيقاد لاستفزاز سلطة الأمر الواقع وأن تظل في حالة تواصل مع الإتحاد الأفريقي عبر المبعوثين الذين تم تعينهم ليواصلوا حوارهم مع العسكريين حتى تأتي الحلول. العمل الدبلوماسي عمل تراكمي وتعمد أحد الأطراف التخندق هو شكل من أشكال الضغط السياسي للوصول إلى بعض الشروط التي يطالب بها.


التهديد بتوسيع نطاق الحرب


ولم يستبعد الدكتور بكري الجاك أن تغير سلطة الأمر الواقع رأيها خلال أسبوع أو عشرة أيام وتتنازل عن بعض الشروط وتقبل بالبعض. وهذا ليس بجديد على تجربة الإنقاذ والإسلاميين الذين قضوا ثلاثين عاما في حالة مناكفة ومناطحة مع المجتمع الدولي منذ ثلاثين يونيو ولديهم تجربة طويلة في الاستهبال السياسي وفي لي عنق الحقائق ومحاولة تجريم الخصوم وتصوير الواقع بشكل مغاير. هذا الفراغ قد يكون مقصودا وهو صيغة من صيغ المناورة لإخافة المجتمع الدولي والإقليمي بأن الحرب يمكن أن تتوسع وأن يكون هناك 30 مليون نازح وأن يتوسع النزاع ليصبح إقليميا بتدخل بعض الدول لينالوا بعض المكاسب. لكن إذا تحول هذا الموقف لموقف استراتيجي، فعلى العالم أن يستعد لواقع مزري، وإذا كنا نعتقد أن ما رأيناه من مأسي الحرب هو أسوء ما فيه، لكن القادم سيكون دون شك أسوأ وذلك ما يدفعنا جميعا للعمل بهمة وجدية على المحاور الثلاث التي تحدثت عنها لنقلل من معاناة المدنيين ويضمن على الأقل ادخار الحياة وتوفير سبل العيش للناس إلى أن يتم التوصل لوقف إطلاق نار دائم ووقف دائم للعدائيات وهو ما سيحدث مهما طال أمد الحرب.
ونبه إلى أن السودان دولة متعددة اللغات والقبائل وأن استمرار أعمال العنف هذه قد يهدد بتقسيم السودان إلى مناطق عدة وربما أقاليم متنازعة. وتابع “دولة مثل السودان تتميز بتعدد القبائل والمجموعات العرقية والإثنية وعندما يستهدف أي طرف من الجهات المتنازعة قبائل أو إثنيات بعينها فهذا يغذي الصراع العرقي والإثني.”
وأكد الخبير الاممي ان ظاهرة الإفلات من العقاب كانت ولا تزال سبباً أساسياً في الانتهاكات التي يتعرض لها السودانيون، رغم أن كل الأطراف المتنازعة اليوم أعلنت عن وضع آليات ولجان بقصد الحد من هذه الظاهرة وتقديم المنتهكين إلى العدالة، واضاف “رغم ذلك ليس لدينا أي معلومة عن نتائج هذه الإجراءات وهذه الآليات، وهذا الأمر يؤدي إلى تقويض الثقة بين المواطن والحكومة والسلطات العمومية ويؤدي إلى إثارة الشك في المنظومة القضائية، وهذا ما يجعل الإفلات من العقاب عنصراً في مواصلة الانتهاكات والعنف والاعتداءات على الحقوق الأساسية للبشر”.
وقطع رضوان نويصر بأن الوضع في السودان لا يمكن حله بمواصلة الاعمال العسكرية، وقال: في نظري لا يمكن حل الوضع في السودان بالأعمال العسكرية ولابد من إجراء مناقشات ومفاوضات سياسية بإشراك كافة الأطراف المعنية وخاصة الأطراف المجتمعية والسياسية اضافة إلى إشراك الجمعيات النسائية والشبابية، لأن كل هذه الأطراف لها كلمتها في مستقبل السودان، والذهاب نحو حل يرضي الجميع، وتسريع الانتقال إلى حكومة وسلطات مدنية لتفادي تقسيم السودان، وضمان انطلاقة جديدة لحوكمة ديمقراطية وإنماء اقتصادي.
وكشف عن رغبته في زيارة السودان في الايام المقبلة وابان انه تقدم بطلب وينتظر الموفقة عليه لزيارة مدينة بورتسودان والاطلاع عن كثب عما يحدث والاتصال بالسلطات والنظر عما إذا كان هناك أمل في أن تتغير الأحوال في البلاد.