الترتيبات الأمنية هي المدخل السليم لوقف الحرب

الكاتب الصحفي والمحلل السياسي وائل محجوب - المصدر من صفحته على الفيسبوك

الخرطوم، 14 ديسمبر 2023: راديو دبنقا

أثارت تصريحات المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي، مارك هامر، خلال مشاركته في فعاليات “منتدى الدوحة 2023” في يومي 10 و 11 ديسمبر الحالي، الكثير من التساؤلات بشأن مبادرة الإيقاد خصوصا بعد أن أعلنت وزارة الخارجية السودانية أنها غير معنية بنتائج قمة جيبوتي الأخيرة. وكان الدبلوماسي الأمريكي الرفيع قد قال بأن منبر جدة كان المكان الوحيد الذي وافق الفرقاء السودانيون على اللقاء فيه بوجود الولايات المتحدة والسعودية وبدون جدة ما كان هناك محادثات سلام سودانية، الأمر الذي اعتبره البعض طيا لصفحة مبادرة الإيقاد.

وفي تعليقه على حديث المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي، أشار وائل محجوب، الكاتب الصحفي والمحلل السياسي إلى أن الجهود الخارجية المبذولة لوقف الحرب لم تنجح حتى الآن في إحداث الاختراق المطلوب، سواء أن كان عبر منبر جدة أو في محاولات الإيقاد الأخيرة وقد تابع الجميع هذه الاجتماعات وسط آمال كبيرة في أن تفضي لإحداث اختراق ينجح في وقف الحرب والوصول بالطرفين لبدء عملية تفاوضية توقف القتال وتدعم ما يجري في منبر جدة.

وأوضح وائل محجوب في حديثه لراديو دبنقا أن الإشكال الأساسي الذي يواجه المبادرات الخارجية حتى الآن يتمثل في عنصرين. العنصر الأول عدم وجود آليات حقيقية للضغط على الطرفين وعدم ممارسة دور الضغط على الطرفين عبر إدارة حوار مع كافة الأطراف الداعمة لهم في هذه الحرب. العنصر الثاني أنه لم تقدم حتى الآن رؤية فنية لعملية وقف إطلاق النار. وهذه مسألة مهمة جدا لأنها تجيب على الأسئلة التي يعتمد عليها الطرفان في المراوغة والالتفاف على عملية التفاوض مثل كيفية سحب الجيوش، إعادة تمركزها، أماكن تمركزها، بدء حوار حول الترتيبات الأمنية، وضعية الجيش ووضعية الدعم السريع على الأرض بالإضافة لمسألة مستقبل الدعم السريع.

واعتبر وائل محجوب أن ما يحدث حتى الآن لا يخرج عن كونه محاولات للوصول لهدن من أجل العمل الإنساني وهذه ليست الطريقة التي يمكن بها نزع فتيل هذه الحرب وتوقفها. لابد أن يكون هناك مشروع متكامل لوقف إطلاق النار يجيب على كل الأسئلة التي ذكرتها. وحتى الآن لم يتم هذا الجهد، كما أن الوساطة سواء أن كانت منبر جدة أو مبادرة الإيقاد لم تنفذ لصميم المسألة. وأضاف وائل محجوب كلنا نذكر أن الاختراق الكبير الذي حدث من قبل من مفاوضات السلام حدث بعد الدخول في قضية الترتيبات الأمنية ووضعية الجيوش وتمركزها وكيفية تجميع أفرادها وعناصرها ووضعيتها المستقبلية. هنا مربط الفرس وحتى الآن تقف كل المبادرات بعيد عنها ودون النفاذ لجوهرها والمحاولات الجارية بشكلها الراهن وبصيغتها الفوقية لن تفضي لوقف الحرب ولا للوصول لوقف إطلاق نار دائم.