مجلس الامن الدولي

امستردام :الجمعة : 1 مارس 2024 : (راديو دبنقا )
هل من جديد يمكن أن تقدمه الدبلوماسية الامريكية لتسريع وتيرة إيجاد حل لأزمة الحرب والأزمة الإنسانية في السودان؟. السؤال يبدو مشروعا في ظل تطورين مهمين من جانب الإدارة الامريكية خلال الأسبوع الماضي. التطور الأول تمثل في تعيين مبعوث خاص للسودان بالرغم من الانتقادات التي وجهت لهذا القرار بالنظر إلى أن المبعوث ليس لديه صلاحيات كافية لإدارة هذا الملف ويظل مقيدا بتبعيته لوزارة الخارجية. والتطور الثاني والأهم هو طلب الدبلوماسية الامريكية من مجلس الأمن اتخاذ خطوات عملية لحل الأزمة في السودان.
السفير نور الدين ساتي، سفير السودان السابق لدى واشنطن، اعتبر أن هذا الطلب يعني قبل كل شيء أن الولايات المتحدة الامريكية جادة في إيجاد حل للأزمة السودانية. وأوضح السفير نور الدين ساتي في حديثه لراديو دبنقا أن الحل تأخر كثيرا بالرغم من المساعي الكبيرة على مدى 11 شهر وأن كل المحاولات الإقليمية والدولية قد باءت بالفشل.


الأولوية لتوحيد كلمة مجلس الأمن بشأن السودان


ودعا سفير السودان السابق في الولايات المتحدة الاميريكية المجتمع الدولي والإقليمي والأوربي لتوحيد كلمتهم والتنسيق فيما بينهم وهذا ما ظللنا نطالبهم به منذ البداية. هم من جانبهم يطلبون منا أن نتفق كأطراف سودانية وأن ننسق فيما بينا وقد بدأنا هذه المسيرة ولم تكتمل بعد. لكن للولايات المتحدة والمجتمع الدولي مسؤولية كبيرة وخلافاتهم تتسبب في المزيد من الخلافات بيننا كسودانيين. وأشار السفير نور الدين ساتي إلى أن هناك مسؤولية كبيرة تقع على الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن وإذا نظرنا إلى الأعضاء الدائمين نجد أنهم ليسوا على قلب رجل واحد أو امرأة واحدة. وهذا الأمر ليس مطلوبا فقط لحل مشكلة السودان فقط، بل أيضا لحل مشكلة غزة أو مشكلة اوكرانيا أو المشاكل الأخرى.


لا بد من تكامل الجهود


ورحب السفير نور الدين ساتي في حديثه لراديو دبنقا بالطلب الاميريكي وطالب بأن تتبعه جهود لتوحيد كلمة الأعضاء الدائمين في المجلس وإلا فإن الخطوة الامريكية ستظل مجرد كلام لا يسنده فعل. واعتبر أنه ومن خلال تجربته الشخصية الطويلة، من الصعب جدا إيجاد حل لأي أزمة أو لأي مشكلة في بلد من البلدان في العالم ما لم يتم التكامل ما بين الجهود الوطنية والإقليمية والدولية وعلى رأسها ما يدور في مجلس الأمن. ونوه إلى أن الدعوة لتوحيد الكلمة بشأن الحرب في السودان تتوسع لتشمل أيضا الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن وإلا فإن الجميع يتحمل مسؤولية الخراب والدمار والمجاعة الحادثة في السودان وكل التداعيات الأخرى سواء أن كان ذلك في السودان أو على المستوى الإقليمي لأن هناك مهددات حقيقية للأمن الإقليمي والدولي.


السودان ضمن قائمة الأولويات


وطالب السفير نور الدين ساتي الدول الأعضاء في مجلس الأمن بوضع السودان في قائمة الأولويات بجانب غزة وأوكرانيا. ورفض أن يكون هناك تنافسا بين العنف أو تنافسا بين الاقتتال، فهناك قضية إنسانية وسياسية ودبلوماسية في السودان لابد من التوصل لحل لها، وإذا فشلوا في ذلك فإن ملف السودان سينضم إلى قائمة طويلة من القضايا التي فشل مجلس الأمن في التوصل لحلول لها.


أن تأتي متأخرا أفضل من ألا تأتي أبدا


على صعيد آخر، ثمن السفير نور الدين ساتي دعوة الحكومة الفرنسية لعقد مؤتمر بشأن الأوضاع الإنسانية في السودان في 15 أبريل القادم بالرغم من تأخر تحرك المجتمع الدولي لمواجهة الأزمة الإنسانية في السودان. ودعا إلى دعم ومساعدة الحكومة الفرنسية والمنظمات الفرنسية لإنجاز هذا المؤتمر لأن ذلك سيصب في النهاية في مصلحة السودان وفي مصلحة وأمن واستقرار الإنسان السوداني.
وطالب سفير السودان السابق في واشنطن بأن يكون المؤتمر نفسه تتويج لجهود تسبقه لأن الإعداد للمؤتمر هو جزء من المساعي للتوصل إلى حل لهذه الأزمة الإنسانية. التحرك الفرنسي المدعوم أوربيا وعربيا وأفريقيا وتضامن الجميع في الإعداد لهذا المؤتمر منذ الآن والدخول في تفاصيل الأزمة وتوفير الاحصائيات بشأن الكوارث والمجاعة في السودان. وأشار إلى أن هناك قضايا مثل التمويل تحتاج إلى حلول مبكرة خصوصا بعض شكوى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية من أن مستويات التمويل غير كافية.


إيصال المساعدات للمحتاجين: السؤال الصعب


ونوه السفير نور الدين ساتي إلى أن هناك حوار دائر حاليا حول كيفية إيصال المساعدات، هل سيتم عن طريق بورتسودان أم باستخدام طرق أخرى مع بورتسودان. وهناك أيضا تساؤلات حول الدور الذي سيلعبه طرفا الحرب في إيصال المساعدات حتى تصل هذه المساعدات إلى المحتاجين خصوصا وأن هناك تساؤلات بشأن ما يحدث للمساعدات عندما تصل إلى بورتسودان أو حتى عند وصولها إلى أي مكان آخر يسيطر عليه الطرفان. كل هذه القضايا لا تنتظر حتى انعقاد المؤتمر ويجب السعي لإيجاد حلول لها وسيمثل ذلك خير إعداد وتمهيد لمؤتمر باريس عندما ينعقد ليصبح المؤتمر تتويج لكل هذه الجهود والمساعي.