اثار البيان الثلاثي الصادر عن حزب الأمة وحزب البعث الأصل والحزب الشيوعي موجة من التساؤلات بشأن ما إذا كان يمثل تغييرا في مواقف الحزب الشيوعي المعلنة من التحالفات ودعوته لتشكيل جبهة مدنية شعبية واسعة داخل السودان لإيقاف الحرب واستعادة مسار ثورة ديسمبر.

رفض عودة الشراكة
في هذا الإطار، أوضح الأستاذ مسعود الحسن، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي وأحد المشاركين في الاجتماع الثلاثي الذي عقد في القاهرة، في حديث لراديو دبنقا أن واحدة من القضايا التي بحثها الاجتماعي الثلاثي ووردت في البيان المشترك هي قضية مشروع التسوية الذي يتم إعداده في الخفاء بعيدا عن الشعب السوداني وعن قواه الوطنية المدنية والسياسية.
وذكر الأستاذ مسعود الحسن أن المشروع الجاري هندسته يستهدف انتاج تسوية سياسية وشراكة لفترة انتقالية تمتد لمدة 10 سنوات، مقسمة إلى فترتين، الأولى خمسة سنوات تعقبها انتخابات وخمسة سنوات تالية وتتقاسم السلطة في هذه الفترة الانتقالية قوات الجيش وقوات الدعم السريع. وقد أعلن البيان الثلاثي بوضوح رفضه لهذا المشروع وتم إيراده في البيان لتنبيه الشعب السوداني والرأي العام وأصحاب المصلحة بأن هناك مشروع جاري هندسته بأيدي خارجية وبتدخل دولي كثيف لإنتاج مشروع التسوية.

حصانات لقيادة الجيش والدعم السريع
وكشف عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي أن مشروع التسوية يتضمن ترتيبات لوقف العدائيات وترتيبات إيقاف الحرب ومن ثم يتناول تفاصيل العملية السياسية. وشدد الأستاذ مسعود الحسن في حديث لراديو دبنقا على أن أخطر ما في الاتفاق هو الجزء المتعلق بالعملية السياسية والتي يمثل الجيش وقوات الدعم السريع أطراف فيها بجانب القوى السياسية والحركات الموقعة على اتفاق جوبا وكذلك الحركات غير الموقعة على اتفاق جوبا والطرق الصوفية والإدارات الأهلية وملحق بعد ذلك لجان المقاومة وحتى بعض المجموعات التي سقطت مع النظام البائد مثل مجموعات التجاني السيسي والإتحاد الديمقراطي الأصل ومجموعات التوم هجو. وتطرح المسودة مشروعا لحصانات لقيادة الجيش وقيادة الدعم السريع والجميع يعلم أن الطرفين ينتهكان حقوق الشعب السوداني وهما طرفان أصيلان في الجرائم ضد الشعب السوداني بما يسمح لهما بالإفلات من العقاب. واعتبر معضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي أن خطورة المشروع تكمن في هذه النقاط وأن الأحزاب الثلاث الموقعة على البيان ستعمل على مواجهته.

الأولوية للملفات الإنسانية داخل وخارج السودان
ونوه مسعود الحسن في حديث لراديو دبنقا إلى أن اجتماع الحزب الشيوعي مع حزب الأمة وحزب البعث الأصل هو الاجتماع الثاني وقد نوقشت فيه الأوضاع الإنسانية والمعيشية للاجئين الفارين من الحرب بدول الجوار وتحديدا في مصر. وحصر الاجتماع القضايا والمشاكل التي تواجه السودانيين الفارين من الحرب وتم تكوين لجنة ثلاثية لمخاطبة الجهات المعنية وذات الصلة، سواء أن كانت منظمات دولية وإنسانية أو الجهاز التنفيذي في مصر لشرح وطرح القضايا التي يواجهها السودانيين فيما يتعلق بالأوضاع الإنسانية والمعيشية بالإضافة إلى القضايا المرتبطة بالإقامات والقضايا ذات الصلة مع مفوضية اللاجئين.

رفض الإفلات من العقاب
وأضاف مسعود الحسن أنه وبطبيعة الحال في لقاءات القوى السياسية تم التطرق لأجندة سياسية وصدر البيان ليعكس الأوضاع الاقتصادية وآثارها الإنسانية وموقف الأحزاب الثلاث من بعض القضايا المطروحة بسبب استمرارية الحرب وضرورة البحث عن حلول للقضايا الإنسانية التي تواجه السودانيين في الداخل والخارج وأولويتها على كل القضايا. كما أكدت الأحزاب الثلاث رفضها لاستمرار جريمة الحرب وما يترتب عنها من أوضاع كارثية وجرائم كثيرة وممارسات طرفي الحرب التي تعبر عن سلوك ممنهج ضد كرامة الإنسان السوداني واستباحة حياته ومقدرات البلاد. وأشار إلى أن هذه الجرائم تكييف بأنها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ولا تسقط بالتقادم.