ازمة في المواصلات وغلاء فاحش في الاسواق وصفوف العربات والحكومة تشتري البنزين من السماسرة

قال رئيس المكتب السياسي لحزب الأمة إن الأزمة السياسية والإقتصادية … وتصاعد حدة الصراعات بين قيادات… وكشف الاقتصادي حافظ اسماعيل …

السفر على ظهر القطار(ارشيف)

قال الدكتور محمد المهدي حسن رئيس المكتب السياسي لحزب الأمة إن الأزمة السياسية والإقتصادية في السودان تصاعدت بصورة غير مسبوقة في ظل صمت حكومي مطبق . وسخر الدكتور محمد المهدي حسن  في مقابلة مع  راديو دبنقا من تصريحات مسئولي الحكومة بانفراج أزمة الوقود وإعادة تسغيل مصفاة الجيلي . وكشف عن استمراراً لصفوف العربات امام محطات الوقود  وتزاحم المواطنين في مواقف المواصلات أمس الثلاثاء، فضلاً عن الزيادة المضطردة في تعرفة المواصلات والترحيل وتذاكر البصات السفرية .وأوضح إن الأزمة أثرت بصورة بالغة على مياه الشرب في شرق وغرب السودان .وعاب على الحكومة عدم توضيح الأمر للمواطنين وتركهم نهباً للشائعات والتكهنات.  

وفي نفس الموضوع كشف  محمد المهدي عن الارتفاع المتزايد في اسعار السلع اليومية موضحاً إن سعر ملوة الذرة في الميرم في غرب كردفان بلغ 80 جنيهاً فيما تبلغ تكلفة طحن الملوة 10 جنيهات . وحذر من الآثار الإجتماعية والأخلاية الخطيرة للأزمات الإقتصادية، وقال إن الوفود الزائرة للسودان لا تملك مفاتيح الحل بل تأتي إلى الخرطوم لتحقيق مصالحها ، موضحاً إن حل الأزمات يجب أن يأتي من الداخل لا الخارج. ووجه انتقادات حادة للحكومة لمحاولتها  حل الأزمة عبر شراء الوقود من السماسرة في البحر الأحمر. وقال إن تعامل الدول المحترمة يكون بتوقيع بروتوكولات مع الدول المصدرة للنفط وليس بالتعامل مع بواخر السماسرة . وكشف عن تفاقم الأزمة السياسية داخل المؤتمر حول إعادة ترشيح البشير في 2020 ، مشيراً إلى تصاعد حدة الصراعات بين قيادات كبيرة ونافذة في الحكومة والحزب .وأعرب عن استغرابه في جلب عدد من قوات الدعم السريع إلى الخرطوم، موضحاً إن الجهة المسئولة من تأمين العاصمة هي الشرطة وليست أي جهة أخرى.

وفي دارفور احتج  الطلاب والمواطنين  بمدينة نيالا امس على انعدام المواصلات نتيجة لعجز السلطة عن توفير المواد البترولية وهتفوا ضد الحكومة،  هذا وقد شلت ازمة الوقود  الحركة تماما صباح امس بمدينة نيالا. وقال مواطنون ان العربات المتوفرة حاليا قليلة مقارنة بعدد سكان المدينة  والازمة لم تنفك بالرغم من توسل السلطة للقوات الامنية ولاتباعها نقل المواطنين من اماكن التجمعات.  

وفي سياق متصل كشف المحلل الاقتصادي حافظ اسماعيل عن الآثار الخطيرة للأزمة  الإقتصادية الحالية  على القطاعات الانتاجية مثل الزراعة والنقل بما يؤثر على تقديرات موازنة 2018م ، مطالباً بمراجعتها . وذكر حافظ اسماعيل في حديث لراديو دبنقا إن الأزمة بلغت قمتها خلال الفترة الماضية  بتفاقم ازمة الوقود والسيولة وضعف الثقة في القطاع المصرفي . واعتبر الأزمة الإقتصادية الراهنة نتيجة طبيعية لتراكم الأزمات خلال الأعوام السابقة .

 

ومن جهة ثانية قال حافظ اسماعيل إن حل الأزمة الإقتصادية يتمثل في وضوح الرؤية السياسية ووضع رؤية اقتصادية  تتضمن معالجات هيكلية. وانتقد لجوء الحكومة للحلول الآنية مثل  الودائع النقدية والقروض السلعية موضحاً أنها تؤدي  لمزيد من تعقيد الأزمة . وقال لراديو دبنقا  إن الاتفاقيات الخاصة بقروض سلعية في البترول في ظل تفاقم الأزمة تتضمن غالياً  شروط مجحفة . وأوضح إن الازمات السابقة تمت معالجتها عبر ودائع نقدية أو قروض سلعية سريعة مشيراً إلى أن التعثر في السداد يؤدي إلى توقف القروض نهائيا ويفاقم الأزمات.