اجتماع دولي لتنسيق جهود السلام في السودان في بروكسل وتحالف “صمود” يدفع بمقترحات

جانب من اجتماع نواكشوط التشاوري الثالث حول تعزيز تنسيق مبادرات وجهود السلام في السودان الأربعاء 18 ديسمبر 2024 - المصدر وكالة أنباء موريتانيا

بروكسل – 25 يونيو 2025 – راديو دبنقا

ينعقد غداً الخميس في العاصمة البلجيكية بروكسل الاجتماع الرابع للمجموعة الاستشارية لتعزيز تنسيق مبادرات وجهود السلام في السودان، والذي سيضم منظمات دولية وإقليمية ودولاً منخرطة في جهود إحلال السلام في السودان.

ويشارك في المجموعة كل من الأمم المتحدة و الاتحاد الافريقي وهيئة الإيغاد والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول  العربية  بجانب المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة.

وعقدت المجموعة اجتماعها الثالث في ديسمبر الماضي في موريتانيا.

وينعقد الاجتماع قبل يوم واحد من جلسة مجلس الأمن الخاصة بشأن السودان والتي ستستمع إلى الإحاطة الدورية التي يقدمها الأمين العام للأمم المتحدة حول الأوضاع في السودان.

كما ستعقب الجلسة المفتوحة مشاورات مغلقة بين أعضاء المجلس، بمشاركة الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، رمطان العمامرة، والذي سيقدم إحاطة حول آخر الجهود السياسية التي تبذلها الأمم المتحدة لدفع إطلاق مسار الحوار بين الأطراف السودانية.

مقترحات تحالف صمود

قال جعفر حسن، الناطق الرسمي باسم التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود”، إن التحالف أرسل خطاباً إلى الاجتماع يتضمن مقترحات عملية من “صمود” حول سبل معالجة الأزمة الإنسانية الحادة التي خلفتها حرب 15 أبريل في السودان، إضافة إلى تصور حول كيفية تصميم عملية سلمية ذات مصداقية، تضع حداً للاقتتال في البلاد وتقود إلى سلام شامل ومستدام.

وأوضح أن هذا الخطاب يأتي ضمن الجهود التي تبذلها “صمود” للتواصل مع كافة الفاعلين المحليين والإقليميين والدوليين من أجل الوصول إلى سلام دائم في السودان، مشيراً إلى دعوتهم لتحكيم صوت العقل والجلوس لإيجاد حلول سلمية عادلة ومنصفة توقف نزيف الدم في البلاد.

بدأ تحالف “صمود” تحركه الخارجي بزيارة جنوب أفريقيا، حيث عقد اجتماعات مع الرئيس الجنوب أفريقي، ووزير الخارجية، والرئيس الأسبق ثابو أمبيكي، بجانب قيادات الحزب الشيوعي والمؤتمر الوطني في جنوب أفريقيا. في المقابل، وجهت وزارة الخارجية السودانية انتقادات لجنوب أفريقيا، رافضة استقبالها لوفد “صمود”.

انتقادات متبادلة

من جهته، انتقد رئيس تحالف صمود عبد الله حمدوك بيان وزارة الخارجية السودانية، الذي هدّد الدول التي تستقبل وفود التحالف، مشيراً إلى أن مثل هذه الممارسات “لن تسهم في حل الأزمة الوطنية الراهنة”.

وقال حمدوك، خلال ندوة عقدت في جنوب أفريقيا، إن الحرب الراهنة “قسّمت السودانيين بشكل مؤلم”، داعياً إلى وقفها فوراً، ومشدداً على أن “البلاد تحتاج إلى حلول سياسية شاملة، لا إلى رسائل تخويف وتهديدات دبلوماسية”.

كما أوضح أن تحالف “صمود” لا يزعم تمثيل كل الشعب، لكنه يمثل “تياراً وطنياً عريضاً يضم عشرات الأحزاب والمنظمات ولجان المقاومة”، لافتاً إلى أن التحالف يسعى إلى بناء جبهة مدنية موحدة من أجل وقف الحرب وفتح مسار لحل سياسي دائم.

دعوات لتوحيد المبادرات

دعا القيادي في تحالف صمود، ياسر عرمان، خلال ندوة أقيمت في جوهانسبرغ، إلى تحرك أوسع من دول الجنوب الأفريقي لدعم جهود وقف الحرب في السودان، موجهاً انتقادات لتجاهل المجتمعين الإقليمي والدولي لمعاناة السودانيين، رغم فداحة الأزمة.

وكشف عرمان خلال ذات الندوة عن مبادرة لتوحيد الجهود الإقليمية والدولية حول السودان، بما في ذلك الدعوة لعقد جلسة مشتركة بين مجلس السلم والأمن الأفريقي ومجلس الأمن الدولي، لتجاوز الانقسامات الدولية، خصوصاً بين الصين وروسيا من جهة، والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من جهة أخرى.

وأكد أن جنوب أفريقيا، نظراً لعلاقاتها المتوازنة مع مختلف القوى الكبرى، تستطيع أن تلعب دوراً محورياً في هذا الاتجاه.
وفي ختام حديثه، شدد عرمان على أهمية بناء جبهة مدنية ديمقراطية واسعة داخل السودان وخارجه لمقاومة الحرب.

مليشيات عديدة ومخاوف من تصعيد

كشف بكري الجاك، القيادي في تحالف “صمود”، عن وجود 24 مليشيا في شمال وشرق ووسط السودان، محذراً من احتمال وقوع اشتباكات بين القوة المشتركة والجيش.

وقال، خلال ندوة بجنوب أفريقيا، إن الرتب العسكرية في مدينة مدني “مفروشة في الطرقات”، في إشارة إلى تفكك الضبط العسكري، مضيفاً أن هذه القوات تتبع للقوة المشتركة و”قوات درع السودان”.

وأشار إلى تزايد الهجمات على المدنيين، وتعرض المتطوعين لانتهاكات في المناطق التي يسيطر عليها الجيش.

حراك جديد ومؤشرات تفاوض

أكد القيادي في تحالف صمود، بابكر فيصل، خلال ندوة بجنوب أفريقيا، أن الواقع الميداني يعكس غياب الإرادة السياسية من الطرفين لوقف الحرب، لافتاً إلى أن المعارك تتجه حالياً نحو ولاية كردفان، بعد إعادة التموضع العسكري، ما يُنذر بتوسّع رقعة الحرب في الفترة المقبلة، خصوصاً في ظل غياب مبادرات فاعلة قد تُطلق قبل نهاية فصل الخريف.

كما أشار إلى وجود مؤشرات لتحركات جديدة تقودها الولايات المتحدة بالتعاون مع مصر، والإمارات، والسعودية لإحياء عملية التفاوض، في ضوء اجتماع عُقد مؤخراً، حضره مساعد وزير الخارجية الأميركي، وممثلون عن تلك الدول.

وشدد بابكر فيصل على أن الطريق نحو الحل يبدأ بـإرادة سياسية حقيقية من طرفي النزاع، ودعم إقليمي ودولي جاد، مؤكداً أن تحالف “صمود” سيواصل الضغط والعمل، محلياً وخارجياً، من أجل إنهاء هذه الحرب الكارثية، وبناء مشروع وطني جامع يستجيب لتطلعات السودانيين في السلام والحرية والعدالة.

Welcome

Install
×