إعلان حكومة تأسيس في نيالا يثير ردود فعل داخلية وإقليمية وتحذيرات من تفكك الدولة

مؤتمر تحالف السودان التأسيسي-فبراير 2025- نيروبي كينيا
امستردام– 28 يوليو 2025م
راديو دبنقا
أثار إعلان تحالف السودان التأسيسي عن تشكيل حكومة في مدينة نيالا تحت مسمى “حكومة الوحدة والسلام”، عاصفة من ردود الفعل الداخلية والإقليمية، وسط تحذيرات من تداعيات هذه الخطوة على مستقبل السودان، ووحدة ترابه، واستقرار شعبه.
الجامعة العربية: محاولة لفرض واقع بالقوة
أدانت جامعة الدول العربية الخطوة بشدة، معتبرةً إياها انتهاكًا صارخًا لإرادة الشعب ومحاولة لفرض أمر واقع بالسلاح، في ظل تعقيدات إنسانية وسياسية تعصف بالبلاد. وشددت الأمانة العامة على أن تشكيل حكومات أو إدارات موازية خارج الإطار الدستوري والقانوني يُعدّ تقويضًا للدولة، وتهديدًا للأمن القومي والإقليمي.
وحذرت الجامعة من التمادي في خطط إضعاف مؤسسات الدولة السودانية واعتبر ذلك محاولة لتقسيم السودان وتحويل البلاد إلى كانتونات متناحرة، بما ينذر بعواقب وخيمة على السلم والاستقرار والأمن الإقليميين.
ودعت الجامعة الأطراف السودانية إلى وقف أي خطوات أحادية تزيد من تفكك الدولة السودانية تحت أي حجج، داعية إلى وتسهيل جهود الحوار السياسي بين الأطراف المدنية برعاية الوساطات الإقليمية والدولية.
وشددت الجامعة على الالتزام بقرارات الشرعية الدولية، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن رقم 2736 الذي دعا لوقف حصار الفاشر، والالتزام بـاتفاق جدة 2023 بشأن حماية المدنيين. وذكّرت ببيان مجلس الأمن في مارس 2025 الذي رفض أي محاولات لتشكيل سلطة حاكمة موازية.
الكتلة الديمقراطية: الحكومة الموازية “واجهة إسفيرية “
وصفت الحرية والتغيير – الكتلة الديمقراطية ما يُسمّى بـ”حكومة تأسيس” بأنها كيان “باطل دستوريًا وسياسيًا وأخلاقيًا”، واعتبرتها مجرد “واجهة إسفيرية هشة” لتبرير جرائم التمرد المسلح، والتغطية على الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة بحق الشعب السوداني.
وأكدت الكتلة أن الحكومة الشرعية الوحيدة في البلاد هي التي تحظى باعتراف الشعب والمجتمع الدولي، داعية السودانيين إلى دعم القوات المسلحة في معركتها من أجل وحدة الوطن ورفض الفوضى والتدخلات الخارجية.
مجلس الصحوة الثوري: محاولة يائسة
انتقد مجلس الصحوة الثوري السوداني الخطوة، واعتبرها محاولة بائسة من الدعم السريع للضغط على الحكومة السودانية بعد فشلها في الاستيلاء على السلطة بالقوة. ووصف الناطق الرسمي باسم المجلس أحمد محمد أبكر الحكومة المعلنة بأنها “تجمع للعمالة والدمار”، تُدار من الخارج لخدمة أجندات معادية للسودان.
حزب الأسود الحرة: ميلاد فجر جديد
على الجانب المقابل، رحّب حزب الأسود الحرة بإعلان الحكومة، معتبرًا أنها تجسيد لتطلعات الشعب السوداني وبداية عهد جديد يُبشر بالأمن، والمساءلة، والشفافية. وأكّد البيان أن الحكومة الجديدة لا تميّز بين أبناء الوطن، وتهدف لخدمة الشعب لا السيطرة عليه.
تمبور:زيف دعاة الحياد
أكّد مصطفى تمبور، القائد في حركات الكفاح المسلح وعضو الكتلة الديمقراطية، أن الحكومة المعلنة تكشف “زيف المجموعات المتدثرة بالحياد”، وتضعها في خندق واحد مع مليشيا الدعم السريع، التي وصفها بأنها تقترب من النهاية.
انتهاك لقواعد تأسيس الدولة
قالت المجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات إن تشكيل حكومة موازية يمثل انتهاكًا واضحًا لقواعد تأسيس الدولة السودانية المجازة عام 1955، محذّرة من أن هذا التوجه قد يُعيد البلاد إلى أوضاع ما قبل الاستقلال. واعتبرت المجموعة أن إعلان “تحالف تأسيس” يُمهّد لمشاريع تقسيم السودان، مؤكدة استعدادها لفتح حوار قانوني حول التأسيس الدستوري السليم بموجب ورقة أعدها المحامي يوسف آدم بشر
ختام: السودان في مفترق طرق بين المسارات الدستورية والمشاريع الموازية
في ظل استمرار الحرب وانهيار التسوية السياسية، يواجه السودان خطر الانقسام السياسي والتشظي الجغرافي، ما لم تتوحد القوى الوطنية حول حل سياسي شامل يحترم المؤسسات، ويوقف الحرب، ويمنع فرض وقائع بالقوة المسلحة.
يبقى مصير البلاد معلّقًا بين شرعيات متنازعة، وشعب يُعاني من ويلات العنف والنزوح، وسط دعوات محلية وإقليمية للعودة إلى الحوار ووقف خطوات التصعيد من جميع الأطراف.