مراسم توقيع إعلان جدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع - المصدر وزارة الخارجية السعودية

واشنطن : الأحد 31 مارس 2024 (راديو دبنقا)

تقرير: عبد المنعم شيخ إدريس

إستئناف منبر جدة.. الحدث الأبرز هذه الأيام، فقد كشف المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بيريللو، عن أن المفاوضات (قد) تستأنف بعد العيد، يوم 18/4/2023 بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، وذلك بعد توقف دام أربعة أشهر، إثر خلافات حول قضايا أساسية. فهل لا تزال تلك القضايا ماثلة وما هي أهم التحديات التي تواجه منبر جدة في جولتها المقبلة (إن حدثت).

إستئناف منبر جدة.. ما الجديد؟

لم يدل المبعوث الأمريكي بأي تفاصيل عن تغيير في عملية التفاوض قد يؤدي إلى نجاحها هذه المرة.

وكان قد أعلن إستئنافها بعد جولة بكل العواصم الخارجية، ذات العلاقة بالحرب في السودان، تقريباً.

وأجتمع بـ

معظم منظمات المجتمع المدني

 والمنظمات الإقليمية والدولية

وصحفيين وشخصيات عامة

وقوى سياسية، فيما عدا الطرفين المتحاربين.

فهل التقى بهما سراً ليأخذ موافقتهما على إستئناف التفاوض؟

التحديات

د. سليمان جدو، خبير في حل النزاعات، كان من بين الذين استعانت بهم الحكومة الأمريكية في مفاوضات الدوحة، لحل قضية دارفور، عام 2011.

يقول جدو لراديو دبنقا إن التحديات تتمثل في عدم تحديد ما وصفها بملامح العملية التفاوضية في ظل الأهداف المتباينة لكل طرف من طرفي النزاع (الكرامة والديمقراطية)، ووجود أطراف خارجية ستكون هي الحاضر الغائب في المفاوضات لكن (طبعاً)  عدم جدية الطرفين في التوصل إلى سلام في السودان هو التحدي الأساسي الذي يقف أمام المفاوضات، حسب تعبيره:

وتتفق الباحثة والناشطة، د. ندى مصطفى على، مع جدو في أن عدم جدية الطرفين في التوصل إلى سلام هي التحدي الرئيسي.

تقول د. ندى لراديو دبنقا: “أكيد شىء إيجابي أن تُستأنف مفاوضات السلام في جدة.

الوضع الإنساني صعب

ويجب أن يمثل اولوية لجهود إنهاء الحرب (بالطبع).

لكن هل يتمتع طرفا النزاع بالجدية اللازمة للإنخراط في مفاوضات حقيقية تهدف إلى إنها الحرب؟” 

هكذا تتسائل مشككةً د. ندى.

 تحديات أكثر خطورة

يعتقد د. سليمان جدو أن عدم جدية الطرفين  في التوصل إلى سلام في السودان ليست الأكثر خطورة.

بل عدم التزام الطرفين بما يوقعان عليه.

ويستعرض جدو عدداً من النقاط التي وافق عليها الجيش والدعم السريع في منبر جدية في السابق لكنهما لم يلتزما بها، مثل:

حماية المدنيين

عدم تجنيد الأطفال

السماح بدخول قوافل الإغاثة

 تصعيد العمليات العسكرية لتحقيق مكاسب في المفاوضات

مع تحقيق القوات المسلحة تقدماً على الصعيد العسكري في محور أم درمان، يتوقع د. سليمان جدو أن يصعّد كل طرف في عملياته العسكرية، ليحقق عبر ذلك مكاسب تفاوضية، ما يجعل الأوضاع الأمنية والإنسانية أكثر سوءاً:

موقف طرفي الصراع من التفاوض

فيما تواصل قوات الدعم السريع ترديد استعدادها للتفاوض لوقف الحرب، يبعث قادة الجيش بإشارات متضاربة

حول مدى حرصهم على المشاركة في أية مفاوضات سلام.

غير أن تصريحات نائب القائد العام لقوات الشعب المسلحة، الفريق شمس الدين الكباشي الأخيرة، في القضارف تحمل بعض المؤشرات الإيجابية.

فقد رحب الكباشي بجميع بمباردات الحل السلمي، وفق شروط محددة:

لكن د.جدو يشدد على ضرورة أن يستمع الطرفان إلى صوت العل ويعملان على وقف الحرب، لوضع حد لمعاناة السودانيين مع إزدياد عدد النازحين واللاجئين، مشيراً إلى أن كلا الطرفين لم يستطع تحقيق نصر حاسم حتى الآن:

هذا وبجانب الولايات المتحدة، يقف وراء مفاوضات جدة عددٌ من القوى الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة ودول ومنظمات أفريقية وعربية من بينها المملكة العربية السعودية.