أطباء غرب دارفور تحذر من انهيار النظام الصحي في الولاية

حذرت لجنة أطباء ولاية غرب دارفور ، من انهيار النظام الصحي في الولاية بسبب الفساد وغياب المحاسبة، وعجز الدولة عن الايفاء بالتزاماتها لتسيير العمل واستبقاء الاطباء والكوادر الطبية، والعجز عن توفير الأمن للمؤسسات الصحية والكوادر الصحية.

حذرت  لجنة أطباء ولاية غرب دارفور ، من انهيار النظام الصحي في الولاية بسبب الفساد وغياب المحاسبة، وعجز الدولة عن الايفاء بالتزاماتها لتسيير العمل واستبقاء الاطباء والكوادر الطبية، والعجز عن توفير الأمن للمؤسسات الصحية والكوادر الصحية.

وقالت اللجنة في ورقتها حول مؤشرات إنهيار الوضع الصحي لولاية غرب دارفور- والتي نشرتها على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي ، إن الولاية بحكم موقعها الجغرافي البعيد من مركز البلاد، ووقوعها مجاورة لأقاليم فقيرة في دول الجوار؛ جعل الولاية تعاني من تحديات صحية إضافية جعلتها ضمن الأسوأ في ولايات السودان في مؤشرات مهمة مثل وفيات الأمهات، الأطفال دون الخامسة، ومعدلات سوء التغذية، الأوبئة الموسمية وغيرها.

وعددت الورقة جملة من الاسباب والتي ادت الى  تردي الأوضاع  خلال السنوات الأخيرة منها الاضطرابات الأمنية المستمرة في الولاية والتي حولت عشرات الآلاف من المواطنين إلى نازحين تأويهم دور المؤسسات الحكومية والمدارس والساحات العامة وغيرها وحرمتهم من وسائل الإنتاج مما تسبب في خلق أوضاع صحية وانسانية غاية في السوء. بجانب غياب الحوكمة الرشيدة والرؤى الفنية الثاقبة في مؤسسات الحكومة عموماً ووزارة الصحة والتنمية الاجتماعية خصوصاً.

وقالت الورقة ان الوزارة تعاني أزمة قيادية حيث ظلت منذ زمن بعيد (وزارة من لا وزارة له).  وبالرغم من التغييرات المتكررة في هرمها، إلا أنها لم تستطع الخروج من مستنقع التخبط إلى رحاب التخطيط السليم وإدارة الموارد الشحيحة بالصورة المثلى. ونبهت الورقة الى إستشراء الفساد وغياب المحاسبةواشارت الى وجود الكثير من قضايا الفساد والتي تشكلت لبعضها لجان تحقيق بضغط من الأجسام الثورية، إلا أن جميعها انتهت بالتقادم ولم يتم إلى الآن محاسبة شخص واحد في كل تلك القضايا.  

واوضحت مؤشرات إنهيار الوضع الصحي لولاية غرب دارفور-عزوف أصحاب الخبرة عن تولي المواقع الإدارية المهمة وهجرتهم إلى الخارج أو المنظمات الإنسانية أو الجامعات أو حتى المؤسسات الخاصة.  ولفتت الورقة لبعض مظاهر الانهيار في الوقت الراهن من بينها الفراغ الإداري الهائل في الوزارة بعد إعتذار الأشخاص المعينين والمنقولين عن استلام المواقع الجديدة وهي :الإدارة العامة للطب العلاجي، الإدارة العامة للرعاية الصحية الأساسية، الإدارة العامة للصيدلة والإمداد الدوائي وإدارة التغذية.  والذي صاحب ايقاف صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف) دعمه لبرامج التغذية ومراكز التغذية العلاجية والخارجية منذ أسبوعين بسبب هذا الفراغ الإداري، وهو ما يعرض حياة بجانب  النقص الحاد في الاطباء العموميين و عجز الحكومة عن توفير الأمن للمؤسسات الصحية والكوادر الصحية

 واقترحت الورقة جملة من الحلول وشددت فيها على ضرورة إجراء إصلاح شامل وسريع في إدارة الصندوق القومي للتأمين الصحي، فرع الولاية، وإختيار إدارة رشيدة يمكن التوصل معها لشراكات مثمرة مع وزارة الصحة يساهم من خلالها التأمين الصحي وإنشاء مجلس استشاري من ذوي الخبرة والتخصصية تكون له أدوار في التخطيط والتقييم و تفعيل عمل كل اللجان التي تكونت بخصوص قضايا الفساد ومطالبتها بتقديم تقاريرها النهائية في قيد زمني محدد.و مراجعة الدعم الحكومي للصحة خاصة وأن صندوق دعم الصحة  الذي إجازه مجلس الوزراء في فبراير الماضي لم يساهم حتى الآن بجنيه واحد للقطاع الصحي

واكدت  ورقة مؤشرات إنهيار الوضع الصحي لولاية غرب دارفور على ضرورة تنحي المدير العام الحالي وبأسرع وقت لإفساح المجال لشخص جديد من ذوي الكفاءة والمهنية على أن يحظى بقبول وسط القطاع يستطيع إحداث تغيير في شكل العلاقة بين إدارات الوزارة والعاملين بما يمهد لمشاركة الجميع في إيجاد الحلول الدائمة لمشاكل الصحة.