واشنطن: 27 مارس 2024 (راديو دبنقا)

حذرت منظمة أطباء بلا حدود من تدهور أوضاع النازحين في كسلا، وقالت في آخر تقرير لها إن ما يقرب من ١٩٠،٠٠٠ شخص نزحوا  إلى ولاية كسلا السودانية وحدها حتى فبراير ٢٠٢٤. ومن بينهم حوالي ٤٠،٠٠٠ شخص فروا من أعمال العنف الأخيرة في ولاية الجزيرة.

ووصفت المنظمة معاناة النازحين داخليًا في كسلا بأنها ترمز للأزمة الإنسانية الأوسع في السودان، نتيجة للصراع المستمر الوحشي، وقالت إن هناك فقداً كبيراً في الأرواح، ويعاني الناس من انعدام الأمن الغذائي على نطاق واسع وخسروا سبل عيشهم، مما يؤكد الحاجة الملحة للمساعدات الإنسانية الشاملة.

وكشفت منظمة أطباء بلا حدود أنها أنهت مؤخرًا برنامجًا لمدة ١٠ أسابيع لتقديم المساعدات الطبية والإنسانية الأكثر أهمية، لكن  حجم الأزمة  يفوق قدرة أية منظمة بمفردها، مما يتطلب تحركًا عاجلاً ومنسقًا من المجتمع الدولي.

رحلة محفوفة بالمخاطر

ووصفت رحلة النازحين إلى كسلا بأنها كانت محفوفة بالمخاطر ، حيث نزح العديد منهم عدة مرات قبل الوصول إلى هناك، وأوردت شهادات بعض النازحين:

يقول عبد الغني، وهو نازح في كسلا: “بعد أن توفر لدينا المال للانتقال من ود مدني إلى كسلا، أصبح الانتقال صعبًا. بحثنا لمدة أربعة أيام للعثور على مركبة ولم نتمكن من العثور على أي منها. لقد استخدمنا كارو [عربة خشبية يجرها حمار]، ثم استخدمنا ركشة، حيث تم تقسيم الناس إلى مجموعات.”

ويضيف قائلًا: “كنا بالقرب من جسر خشم القربة للإخلاء، عندما حلقت فوقنا طائرة حربية. وردا على ذلك، استخدمت قوات الدعم السريع مدافع مضادة للطائرات وكنا على بعد ٢٠ مترا. كان هذا من أصعب المواقف التي مررنا بها.”

ظروف معيشية صعبة

وأقرت المنظمة الدولية بصعوبة حماية ضحايا العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي وقالت إن ذلك مصدر قلق ملح، حيث يؤدي صعوبة الوصول إلى الأماكن الآمنة وخدمات الدعم إلى تزيادة تعرضهن للخطر.

ووأوضحت أطباء بلا حدود ظروف معيشة النازحين في كسلا تتصف بالبؤس الشديد، حيث تنتشر الملاجئ المكتظة بالسكان، مع محدودية الحصول على الغذاء والمياه النظيفة، وخدمات الرعاية الصحية. 

وأشارت المنظمة إلى انه منذ نهاية ديسمبر ٢٠٢٣، عالجت فرق منظمة أطباء بلا حدود ٢،١٢٦ مريضًا من التهابات الجهاز التنفسي في مواقع التجمع المختلفة بالمدينة.

وأضافت أن الكثيرين يعتمدون على كرم المجتمعات المضيفة لتلبية احتياجاتهم، مما يزيد من تعرضهم للأمراض والحرمان، كما يلوح شبح الكوليرا والتيفوئيد  في الأفق، مما يهدد صحة النازحين.