أطباء بلا حدود: محاصرون في الفاشر، يتعرضون للهجوم، ويموتون جوعًا

Sudan, Tawila, North Darfur, Friday 22 June 2025 People continue to flee escalating violence in El Fasher, many arriving in Tawila with little or not
أمستردام، 3 يوليو 2025 – راديو دبنقا
حذّرت منظمة أطباء بلا حدود في تقرير أصدرته اليوم الخميس من وقوع فظائع جماعية في شمال دارفور بالسودان، وحثّت الأطراف المتحاربة على وقف العنف العشوائي والموجَّه عرقيًا، وتيسير استجابة إنسانية فورية وواسعة النطاق.
وأعربت المنظمة عن قلقها البالغ إزاء تهديدات بشنّ هجوم شامل على مئات الآلاف من الأشخاص في الفاشر، عاصمة الولاية، مما قد يؤدي إلى مزيد من إراقة الدماء.
وتشهد مدينة الفاشر معارك يومية وتبادل للقصف المدفعي والطائرات المسيرة.
وضع يائس
ويوضح التقرير، الذي صدر بعنوان: “محاصرون، يتعرضون للهجوم، ويموتون جوعًا”، وضعًا يائسًا يعيشه المدنيون في الفاشر ومحيطها، ويتطلب اهتمامًا واستجابة فوريين.
يقول ميشيل أوليفييه لاشاريتيه، رئيس قسم الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود:
“لا يقتصر الأمر على حصار المدنيين في خضم قتال عنيف عشوائي بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية وحلفائهما، بل يتعرضون أيضًا لاستهداف مباشر من قبل قوات الدعم السريع وحلفائها، لا سيما على أساس عرقي.”
عنف ممنهج
استنادًا إلى بيانات المنظمة، والملاحظات المباشرة، وأكثر من 80 مقابلة أُجريت بين مايو 2024 ومايو 2025 مع المرضى والنازحين من الفاشر وزمزم القريبة، يكشف التقرير عن أنماط ممنهجة من العنف تشمل:
النهب، القتل الجماعي، العنف الجنسي، الاختطاف، التجويع، والهجمات على الأسواق والمرافق الصحية والبنية التحتية المدنية.
ويوضح التقرير كيف شنّت قوات الدعم السريع وحلفاؤها هجومًا بريًا واسع النطاق في أبريل على معسكر زمزم للنازحين، خارج الفاشر، مما تسبب في فرار ما يُقدّر بـ 400 ألف شخص في أقل من ثلاثة أسابيع، في ظروف مزرية.
ويتواصل فرار النازحين من الفاشر نحو طويلة حتى حيث يقدر محمد يعقوب مسؤول الإعلام في السلطة المدنية في مناطق سيطرة حركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد، في تصريح لراديو دبنقا عدد النازحين الذين يصلون يوميا إلى طويلة ب 300 نازح قال إنهم يعيشون أوضاع مأساوية.
وفرّت نسبة كبيرة من سكان المخيم إلى الفاشر، حيث ظلّوا محاصرين، محرومين من المساعدات الإنسانية، ومُعرّضين للهجمات والمزيد من العنف الجماعي.
كما فرّ عشرات الآلاف إلى طويلة (على بُعد نحو 60 كيلومترًا)، وإلى مخيمات على الحدود التشادية، حيث تلقّى مئات الناجين الرعاية من فرق المنظمة.
حصار مطبق
قامت قوات الدعم السريع وحلفاؤها بمحاصرة الفاشر ومخيم زمزم والمناطق المحيطة، مما أدى إلى انقطاع الغذاء والماء والرعاية الطبية عن السكان، وساهم ذلك في انتشار المجاعة وإضعاف الاستجابة الإنسانية.
أجبرت الهجمات المتكررة على مرافق الرعاية الصحية منظمة أطباء بلا حدود على إنهاء أنشطتها الطبية في الفاشر في أغسطس 2024، وفي مخيم زمزم في فبراير 2025.
ففي مايو 2024 وحده، تعرّضت المرافق الصحية المدعومة من المنظمة في الفاشر لما لا يقل عن سبع حوادث قصف أو تفجير أو إطلاق نار من جميع الأطراف المتحاربة.
غارات جوية عشوائية
وكان للغارات الجوية العشوائية التي شنتها القوات المسلحة السودانية عواقب وخيمة.
إنّ مستوى العنف المروّع على الطرق المؤدية من الفاشر وزمزم يعني أن كثيرين عالقون أو معرضون لمخاطر مميتة أثناء محاولاتهم الفرار.
الرجال والفتيان يواجهون خطر القتل أو الاختطاف بدرجة كبيرة، فيما تتعرض النساء والفتيات لعنف جنسي واسع النطاق.
واستمر الوضع الغذائي الكارثي في التدهور مع تشديد الحصار:
“قبل ثلاثة أشهر، كنا نعاني أحيانًا من صعوبة في الحصول على الطعام لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع في زمزم”، كما قال أحد الرجال لفرق أطباء بلا حدود.
وتقول إحدى النازحات:
“مات الأطفال بسبب سوء التغذية. كنا نأكل الأمباز (بقايا الفول السوداني المطحون لاستخراج الزيت)، مثل الجميع، رغم أنه يُستخدم عادة لسقي الحيوانات.”
ويضيف نازح آخر:
“أُغلق زمزم تمامًا. آبار المياه تعتمد على الوقود، ولم يكن بالإمكان الحصول عليه، فتوقفت جميعها عن العمل. كانت المياه قليلة جدًا ومكلفة للغاية.”
مطالبات
تحث منظمة أطباء بلا حدود الأطراف المتحاربة على تجنيب المدنيين ويلات الحرب، والالتزام بالقانون الإنساني الدولي.
يجب على قوات الدعم السريع وحلفائها أن يوقفوا فورًا العنف العرقي ضد المجتمعات غير العربية، ويرفعوا الحصار عن الفاشر، ويضمنوا ممرات آمنة للمدنيين الفارين من العنف.
كما يجب منح الوكالات الإنسانية وصولًا آمنًا وغير مقيّد إلى الفاشر والمناطق المحيطة بها لتقديم المساعدة الضرورية.
ويتعين على الجهات الدولية الفاعلة، أن تتحرك بشكل عاجل للضغط من أجل منع المزيد من الفظائع الجماعية، والسماح بوصول المساعدات الطارئة.
لم تُترجم الإعلانات الأحادية الأخيرة عن وقف إطلاق نار محلي محتمل إلى تغيير ملموس على الأرض، والوقت ينفد.