“هيومن رايتس ووتش” تتهم الجيش بقتل عشرات المدنيين في غارات جوية على جنوب دارفور

نيالا

قصف جوي على مدينة نيالا-3 فبراير 2025- لقطة شاشة من مقطع فيديو متداول على وسائل التواصل

أمستردام: 4 يونيو 2025: راديو دبنقا

قالت “هيومن رايتس ووتش” إن القوات المسلحة قتلت عشرات المدنيين في هجمات استخدمت قنابل غير موجهة ملقاة جوا على أحياء سكنية وتجارية في نيالا بجنوب دارفور في أوائل فبراير. فيما نفت القوات المسلحة الاتهامات.

ويشن الجيش السوداني هجمات متكررة على نيالا، عاصمة جنوب دارفور، منذ أن سيطرت قوات الدعم السريع، على المدينة في أواخر أكتوبر 2023.  وكان عدد سكان المدينة أكثر من 800 ألف نسمة قبل الصراع الحالي، هي أكبر مدينة في دارفور وواحدة من أكبر المدن في السودان. وتعتبر المركز التجاري الثاني في السودان.

وقالت “أكلد”، التي تجمع بيانات عن النزاعات في جميع أنحاء العالم، إن عدد القتلى جراء الغارات في نيالا في الفترة من 2 إلى 4 فبراير يتراوح بين 51 إلى 74 مدنيا قتلوا كما أصيب العشرات. وأفادت منظمة أطباء بلا حدود أن ما لا يقل عن 25 شخصا قتلوا في غارات 4 فبراير، وأن 21 شخصا أصيبوا في غارة على مصنع لزيت الفول السوداني نقلوا إلى مستشفى نيالا التعليمي الذي تديره.

وقالت “هيومن رايتس ووتش” في تقرير إن هذه الهجمات كانت عشوائية لأن القنابل المستخدمة لها تأثيرات واسعة النطاق بدقة محدودة ولا يمكن توجيهها إلى هدف عسكري محدد في المناطق المأهولة بالسكان.

جريمة حرب

واعتبرت المنظمة شن هجمات عشوائية عمدا أو بتهور جريمة حرب. مطالبة الجيش بوضع حد لجميع الهجمات العشوائية

ودعت المنظمة الدول لمعاقبة قيادة القوات الجوية السودانية على مثل هذه الهجمات أسوة بعقوبات الاتحاد الاوروبي.

وطالبت المنظمة الدولية السودان لضمان وصول المراقبين، بما في ذلك المحكمة الجنائية الدولية وبعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن السودان، للتحقيق في انتهاكات جميع الأطراف المتحاربة.

قال جان بابتيست غالوبان، كبير الباحثين في الأزمات والنزاعات والأسلحة في هيومن رايتس ووتش: “ضرب الجيش السوداني أحياء سكنية وتجارية مكتظة بالسكان في نيالا باستخدام قنابل غير دقيقة”. قتلت هذه الهجمات عشرات الرجال والنساء والأطفال، ودمرت العائلات، وتسببت في الخوف والنزوح”.

تقارير ومقابلات

وقالت هيومن رايتس ووتش إنها تلقت تقارير موثوقة عن غارات عديدة بين نوفمبر 2024 وفبراير 2025، وأجرى الباحثون تحقيقات مفصلة في خمس غارات جوية في 3 فبراير كانت مميتة بشكل خاص للمدنيين. أجرى الباحثون مقابلات مع 11 ضحية وشهود و3 من الطاقم الطبي الذين عالجوا الضحايا، وحللوا صور الأقمار الصناعية والصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو من وسائل التواصل الاجتماعي والشهود، بما في ذلك بقايا ذخيرة من ثلاث غارات.

قال شهود عيان إن غارات 3 فبراير أصابت مناطق سكنية وتجارية مزدحمة في حي الجمهورية والسينما وسط البلاد، وكذلك شارع الكونغو، وهو طريق رئيسي في المدينة. أفادت منظمة أطباء بلا حدود بمقتل 32 شخصا وإصابة العشرات. قال شهود إن الضربة التي أصابت محل بقالة بالقرب من مستشفى مكة للعيون في شارع يعج بالناس والمركبات كانت مميتة بشكل خاص.

أنواع الذخيرة

خلصت هيومن رايتس ووتش عبر تحليل الصور إلى استخدام القوات المسلحة قنبلة من طراز OFAB-250 ملقاة جوا، وهي قنبلة غير موجهة شديدة الانفجار ومجزأة. قنبلة غير موجهة من الجو من سلسلة FAB. وقالت إن القصف كان يجري طائرة كبيرة أشبه بطائرات الشحن وكانت تحلق عاليا

وذكر التقرير إن قنابل OFAB-250 وغيرها من القنابل غير الموجهة في سلسلة OFAB أو FAB لها تأثيرات واسعة النطاق ودقة محدودة، فلا يمكن، في معظم الظروف، توجيهها إلى هدف عسكري محدد. لذلك عند استخدامها في منطقة مأهولة بالسكان، مثل الأحياء السكنية المكتظة في نيالا، من المرجح أن تصيب أهدافا عسكرية ومدنيين أو أعيان مدنية دون تمييز، مما يجعل الهجوم عشوائيا.

قالت هيومن رايتس ووتش إن غارات 3 فبراير كانت عشوائية على ما يبدو ومخالفة للقانون الإنساني الدولي. إن شن هجمات عشوائية عمدا أو بتهور هو جريمة حرب.

وقالت إن على قوات الدعم السريع تجنب وضع أهداف عسكرية بالقرب من المناطق المكتظة بالسكان والسعي لإبعاد المدنيين عن محيط الأنشطة العسكرية. ومع ذلك، فإن الغارات الجوية على المناطق السكنية في نيالا تسببت في خسائر فادحة في صفوف المدنيين.

وأوضحت أن الهجمات الموجهة ضد مقاتلي قوات الدعم السريع والأهداف العسكرية مثل المطار، طالما أنها لا تسبب ضررا عشوائيا أو غير متناسبا للمدنيين، متوافقة مع قوانين الحرب.

الجيش ينفي

قال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العميد الركن نبيل عبد الله أن الادعاءات الواردة في تقرير هيومان رايتس ووتش بشأن قصف المدنيين في نيالا غير صحيحة ومجافية للواقع.

وأضاف في تصريح نشرته الصفحة الرسمية نرى أن هذه التقارير موجهة ومنحازة وتندرج ضمن مخطط دولي يستهدف السودان وشعبه. وتساءل: لماذا تلتزم هذه المنظمات الصمت تجاه الفظائع والانتهاكات المتواصلة التي ترتكبها قوات الدعم السريع بحق المواطنين؟

وقال إن قوات الدعم السريع تقوم بـاستهداف مباشر وممنهج للمرافق العامة، بما فيها المنشآت الصحية ومصادر المياه والكهرباء، وذلك أمام أنظار المجتمع الدولي دون أي تحرك يُذكر.

Welcome

Install
×