(نساء ملهمات ) : سعيدة يوسف تية : حكومة محلية

اطلق عليها لقب (حكومة محلية)، فهي من تمكنت من تجميع ودعم حوالي ٤،٥٠٠ سيدة في ٢٢٧ مجموعة منهن اكثر من ٤٢٢ ضمن فصول محو الامية فيما اطلقت ٦ فصول للفتية اليافعين الحاقا لرصفائهم بالمدارس، بل ذهبت إلى تعليم النساء بالزراعة المنزلية تحقيقا للاكتفاء الذاتي من حاجة الأسر من الخضر، وإطلاق المشروع المتفرد (كسر التنميط) لتدريب الفتيات من الفاقد التربوي للعمل في مجالات كانت قاصرة على الرجال

سعيدة يوسف تية المديرة التنفبذية واحدي مؤسسات جمعية مجموعة المساعدة الذاتية

اطلق عليها لقب (حكومة محلية)، فهي من تمكنت من تجميع ودعم حوالي ٤،٥٠٠ سيدة في ٢٢٧ مجموعة منهن اكثر من ٤٢٢ ضمن فصول محو الامية فيما اطلقت ٦ فصول للفتية اليافعين الحاقا لرصفائهم بالمدارس، بل ذهبت إلى تعليم النساء بالزراعة المنزلية تحقيقا للاكتفاء الذاتي من حاجة الأسر من الخضر، وإطلاق المشروع المتفرد (كسر التنميط) لتدريب الفتيات من الفاقد التربوي للعمل في مجالات كانت قاصرة على الرجال، كل ذلك انطلاقا من (جمعية مجموعة المساعدة الذاتية).
السيدة سعيدة يوسف تية إحدى مؤسسات والمديرة التنفيذية للجمعية، ولدت ونشأت بمدينة ام درمان التي أكملت فيها مراحلها الدراسية الأولية وتخرجت من كلية كمبوني تخصص حاسوب . وعلى ما يبدو أن عملها كمعلمة بمرحلة الأساس لمدة ١١ عام فضلا عن حسها بمعاناة من يعيشون او الهاربون من مناطق الحروب حيث ان جزورها ترجع لجنوب كردفان دفعها للعمل الطوعي مستهدفة الأطفال المشردين في اسرهم.  
(أنا واسرتي .. اوعي نفسي وأهل بيتنا) شعار الجمعية التي تحدثنا عنها سعيدة، وقالت في مقابلة مع راديو دبنقا ضمن سلسلة ( نساء ملهمات ): بدأت الفكرة من ٤٥ سيدة تدربن في مركز المحبة للأطفال المشردين الذي كان يشرف عليه هولنديين تم طردهم من قبل حكومة الانقاذ، كانت الورشة التدريبية تهدف لتقليل نسبة التشرد والفاقد التربوي بين الأطفال، ثم أطلقنا الفكرة في العام ٢٠١٢ بهدف توعية الأمهات وتنمية قدراتهن باستهداف النازحات من مناطق الحروب والأسر في المناطق الطرفية من العاصمة ذلك باعتبار أن الأم الواعية قادرة على صون أطفالها. 

 

 

جمعية مجموعة المساعدة الذاتية يميزها تنظيمها غير المعتاد والمبتكر، تتكون الجمعية حتى الآن من ٢٢٧ مجموعة في الخرطوم و٧ مجموعات انشئت حديثا بولاية الجزيرة. فضلا عن مجموعتين للقابلات. وتجتمع كل مجموعة حسب سعيدة، اسبوعيا لساعة واحدة لمناقشة قضية تهم أسر المجموعة بهدف ايجاد حل مشترك وطلب المساعدة ان اقتضى الحال، وبوصول عدد المجموعات الى ١٠ يؤخذ من كل مجموعة ٣ ممثلات لتكوين رابطة تكون مسئولة عن المجموعات ومتابعة لأنشطتها وحل مشكلاتها وتشبيك المجموعات. وهناك مساهمة مالية عند كل اجتماع لهدف سداد الرسوم الدراسية للأطفال أو دعم الأسرة الاكثر حاجة كسلفة تسدد بارتياح وغير مستردة في حال المرض. 
سعيدة وزميلاتها يهدفن الى تحقيق الاكتفاء الذاتي لتلك الاسر من احتياجاتها الاستهلاكية حيث ذكرت: ندرب النساء على تملك حرف للاكتفاء الذاتي ولتكون مصدر دخل مثل صناعة الصابون بأنواعه والإكسسوارات. بل أن سعيدة تية ومجموعتها ذهبت الى أبعد من ذلك في انتهاج زراعة الخضر والفاكهة في ساحات منازل العضوات بهدف اكتفاء كل اسرة من احتياجاتها خلال عام من البدء منتصف ٢٠٢٠ ، تقول سعيدة " بمساعدة منظمة صيحة والخبير الزراعي د. بكري دربنا لمدة ٣ شهور على الزراعة المنزلية واستخدام الاسمدة .. نتطلع لاكتفاء تلك الاسر وبيع الفائض منها".
تغير بات واضحا في انجازات المجموعة، اذ تمكنت من إنشاء ٦ فصول لليافعين من المشردين والفاقد التربوي في محاولة للحاق بأندادهم في المدارس تضم حاليا قرابة الخمسين تمكن عدد منهم من دخول المرحلة الثانوية . تقوم بتدريسهم متطوعات ، حيث يكون في كل مجموعة عدد من صديقات المدارس المجاورة في الأحياء لمتابعة الأطفال في المدارس . وايمانا بأهمية التعليم للأمهات عملت المجموعة على انشاء فصول محو الأمية التى وصل عددها حتى الآن ٢٩ فصلا يضم أكثر من ٤٠٠ سيدة. 
اليافعات كان لهن نصيب مميز في دائرة اهتمام سعيدة وزميلاتها بالجمعية، فخصص لهن كيان (بنات ام در) ويعمل على تشجيع الفتيات للعودة الى المدارس، تقول سعيدة: وجدنا ان عدد كبيرا من الفتيات القاصرات في تلك المناطق الطرفية يتعرضت للزواج المبكر واخريات للحمل خارج اطار الزواج وهن لازلن طفلات وأغلبهن يعملن كعاملات بالمنازل . 

 

 

(مشروع كسر التنميط) كان أحد المعالاجات المبتكرة لجمعية مجموعة المساعدة الذاتية لمعالجة قضية الفتيات بإلحاقهن بمجال التدريب المهني الذي يعد قاصرا على الذكور، فتيات كسر التنميط الآن يتدربن على مجالات الكهرباء وميكانيكا السيارات، التبريد والتكييف، النجارة، الالمنيوم والديكور . وقد تخرجت بعضهن ويعملن الآن بنجاح . تضيف سعيدة "  نسعى الآن لاحتوائهن في ورشة مشتركة" . سعيدة تية على المستوى الرسمي وقد طالبت بذلك من قبل امام وزير الداخلية، بأهمية وضع قانون يحمي النساء العاملات من العنف والتحرش والإساءة والاستغلال. تسهيل استخراج الأوراق الثبوتية للنساء، خاصة اللائي اتين من مناطق الحروب والأطفال مجهولي الأب، ، تخصيص مدارس للتدريب المهني للبنات بما يهيئ لمن يتطلعن الالتحاق بالتعليم العالي، المساعدة في كوين الجمعيات التعاونية النسوية.
تدوير النفايات هو آخر تدريب  لمشروعات مجموعة المساعدة الذاتية غير المعتادة والتي يتوقع بشكل عام أن تحدث تغيرا بدأت بوادره في الظهور داخل تلك المجتمعات بفضل سعيدة يوسف تية ومجموعاتها.