على نهج الرئاسيّات، الخرطوم تبتدع الغُمّة الصحفية !

الصحفيون فى مناطق النزاع ظلُّوا يواجهون، بصورة يومية، خطر الخطف والموت، وهُم يؤدُّون مهامهم فى نقل الأخبار وتمليك الحقيقة للناس، ولمن أراد/وا المزيد من المآسى التى تُهدّد أمنهم وسلامتهم الشخصية، عليه/م مراجعة تقارير منظمات الدفاع عن حرية التعبير والصحافة ومنظمات حقوق الإنسان االعالمية، وفى مقدتها (مراسلون بلا حدود) و (لجنة حماية الصحفيين) و( مركز حماية وحرية الصحفيين)، و (منظمة العفو الدولية) و(هيومان رايتس ووتش) وغيرها،

 

بقلم : فيصل الباقر

 

الصحفيون فى مناطق النزاع ظلُّوا يواجهون، بصورة يومية، خطر الخطف والموت، وهُم يؤدُّون مهامهم فى نقل الأخبار وتمليك الحقيقة للناس، ولمن أراد/وا المزيد من المآسى التى تُهدّد أمنهم وسلامتهم الشخصية، عليه/م مراجعة تقارير منظمات الدفاع عن حرية التعبير والصحافة ومنظمات حقوق الإنسان االعالمية، وفى مقدتها (مراسلون بلا حدود) و (لجنة حماية الصحفيين) و( مركز حماية وحرية الصحفيين)، و (منظمة العفو الدولية) و(هيومان رايتس ووتش) وغيرها، وقد تبنّى مجلس الأمن الدولى، فى السابع والعشرين من مايو 2015، قراراً بالإجماع، يُدين جميع الإنتهاكات والإعتداءات المُرتكبة ضد الصحفيين، ويُطالب بإنهاء الحصانة من العقاب، التى يُحظى بها أولئك الذين ارتكبوا جرائم عنف ضد صحفيين((راجع/ ى القرار2222))، ولكن هذا وحده، لا يكفى، إذ المطلوب أكثر من مجرّد " الكلام النى" والإدانة ، بأن  يمثُل الجُناة أمام العدالة، ليأمن الدم الصحفى، فى مناطق النزاع، وغير مناطق النزاع، من أن يضيع هدراً، دون مُساءلة للجُناة.
نقول هذا، ومازال ثلاثة من الصحفيين (المستقلين) الأسبان، فى عداد المفقودين، فى منطقة حلب، شمال غرب سوريا، منذ اليوم الثانى عشر من يوليو الجارى، وفق معلومات لم تتأكّد بعد – وقد أكّدت ذلك، رئيسة اتحاد الصحفيين الأسبان، إلسا غونزاليس، يوم 21 يوليو، من على شاشة محطة التلفزيون العامة الإسبانية " تى فى أى "، قائلةً – بشىء من الحزن والحذر والأمل – : " فى الوقت الحاضر بإمكاننا – فقط – التحدُّث عن ( إختفاء )"، موضحة، أنّ (لا أخبار) عن الصحفيين الثلاثة منذ ذلك التاريخ، فيما تُشير كُل الدلائل إلى أنّ الصحفيين الثلاثة " خُطفوا "، وقد إكتفت وزارة الخارجية الإسبانية، بعبارة دبلوماسية مقتضبة – لا تسمن ولا تغنى من جوع – جاء فيها، إنّها، "على علم بالوضع وتتعامل معه " !. ويزداد (الوضع) تعقيداً، والمرء حيرةً، حينما يعلم، أنّ ذات المنطقة، شهدت فى العام الماضى، إختطاف ثلاثة صحفيين إسبان من نفس المنطقة.
ومن العجائب والغرائب، أنّ الخرطوم، التى تُقمع فيها حرية الصحافة والتعبير، وتُغلق فيها الصُحف (أمنيّاً) ويُحرّض رئيس اتحاد الصحفيين السلطة، على وقف بث مُسلسل إذاعى،تتجرّأ ذات العاصمة، وتستضيف تظاهرة دعائيّة، أُطلق عليها – زوراً وبُهتاناً- (( أعمال القمة الإقليمية لإتحادات الصحفيين بدول شرق و وسط إفريقيا ))، وجاء فى الخبر "المنقوص"  أنّ "القمّة " يُنظّمها الاتحاد العام للصحفيين السودانيين، بالتعاون مع اتحاد صحفييى شرق إفريقيا، وبحضور رئيس الاتحاد الدولى للصحفيين جيم بو ملحة ، وهذا حديث يطُول، لأنّ الخرطوم، هى العاصمة الإفريقية الأولى التى أصبحت تُزوّد فى وضح النهار ( داعش)، بـ(الشباب) و(المجاهدين) فى سوريا، التى يُختطف ويُقتل فيها الصحفيون،وهاهى تأتى لتستضيف إجتماعاً من المقرّر أن تُناقش فيه، ظروف عمل الصحفيين، ليبصم صحفييوا شرق و وسط إفريقيا، على توجهاتها، التى تعمل بصورة ممنهجة، على جعل مناطق النزاع فى السودان- فى دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق- منطقة إظلام وخُسوف وكُسوف إعلامى تام، و هى منطقة مُحرّمة كُليّاً، على الصحفيين المستقلين والصحافة الحُرّة، وعلى الصحفيين السودانيين والأجانب،على حد سواء، فيا صحفييى شرق و وسط إفريقيا، انتبهوا !.
وبمثلما تستضيف العواصم الإفريقية قمم الرؤساء، هاهى الخرطوم، تُقلّد القمم، وتُحاول أن " تُعيد اكتشاف العجلة "، وتؤكّد للزعماء الأفارقة، مقولة " مافيش حد أحسن من حد"، لتأتى ببدعة جديدة، كسابقة هى الأولى من نوعها بـ(استضافة) " قمة " رؤساء اتحادات صحفييى المنطقة، ويقول رئيس اتحاد الصحفيين السودانيين " اتحاد النعامة " : " أنّ قمّة الخرطوم الصحفية ستناقش قضايا مهمة على رأسها وضع الحريات الصحفية، وظروف عمل الصحفيين و مواجهة مشاكل الصحفيين " ويستطرد الصادق الرزيقى، فى " الكلام الساكت " و " كلام الطير فى الباقير" من شاكلة " التعاون " و " التفعيل" و " الإرتقاء بمهنة الصحافة والصحفيين " ….إلخ، مُقتفياً أثر الققم الرئاسية، وحديثها عن رفاه شُعوب القارة.
نقول: إن كانت قيادة اتحاد الصحفيين السودانيين جادّة وصادقة فى مُناقشة وضع الحريات الصحفية، ومواجهة مشاكل الصحفيين، فى المنطقة والإقليم، فلتبدأ بالسودان أوّلاً، لأنّ " أبوسنينة "، لا يُمكن